آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-02:49ص

الدولار الجمركي آخر مسمار في نعش الموظف

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 03:00 م
د. أنور الصوفي

بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


الحكومة تناقش مع الرئاسي مشكلة توقف الرواتب، والكل يبحث عن مصلحته، فكل صاحب إيراد لا يريد توريده للبنك المركزي الوعاء الجامع، ويريد توريد حقه لوعائه الخاص به، الحكومة تبحث مع أولئك الهوامير الحلول المقترحة.


الهوامير يطرحون حل الدولار الجمركي كحل وسط بين هوامير الحكومة والهوامير في الرئاسي، فهوامير الحكومة يرون أن حل هوامير الرئاسي الذي يدعو لرفع الدولار الجمركي سيقضي على الموظف، ولن يستطيع الموظف أن يشتري أي شيء من السوق، وهوامير الرئاسي يرون أن رفع الدولار الجمركي سيؤدي إلى صرف الرواتب ولكنه يعتبر آخر مسمار في نعش الموظف.


هذا النقاش المحتدم بين الهوامير الهدف منه الخروج من ورطة صرف الرواتب، ولو اعتمدت الحكومة رفع الدولار الجمركي فستقضي على الموظف، ولكنها ستحل مشكلة الرواتب.


طبعًا الهوامير في الرئاسي كل واحد لا يريد أن يتخلى عن حقه من الإيرادات والحكومة تناضل من أجل البقاء وليس حبًا في الشعب، ولهذا تناضل لحل مشكلة صرف الرواتب، لتبرهن للجميع أنها حلت أم المشاكل في هذا الوطن الذي تسيل موارده لهوامير السلطة.


الحكومة والرئاسي يعملون حسابًا لتململ الموظف، وهم لا يعلمون أنهم لو صرفوا الرواتب وارتفع الدولار الجمركي فسوف يهتف الموظف للإصلاحات التي تقوم بها الحكومة، فالموظف لا يهمه إلا صرف الراتب حتى وإن انتهت قيمته، ألم تروه يؤدي عمله وهو بلا راتب؟ فكيف لو تسلم الراتب؟ ارفع يا سالم قيمة الدولار الجمركي وما جاك جاني، لن يزعل منك أي موظف، وبهذا تكون حليت مشكلة الراتب، وأنهيت الخصومة مع الرئاسي، وأكيد العليمي ما باينسانا من الفاصوليا.