آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-06:45م

التحيز وعدم الحياد

الجمعة - 03 أكتوبر 2025 - الساعة 03:08 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


في كثير من أمور الحياة يكون التوسط والحياد هو الحل لكثير من القضايا وإعادة الأمور إلى نصابها وإشاعة العدل وغلق الكثير من ملفات القضايا والمشاكل ونشر السلام والوئام في المجتمع.

فهناك من الوظائف التي ينبغي أن يتوفر في من ينتسبون لها ويقومون بتأديتها التجرد من الذات والإبتعاد عن العلاقات والصلات والوقوف في موقف الحياد وعدم الإنحياز لجانب دون أخر.

فشغل وظيفة التحكيم والتحري والتحقيق و القضاء في أي جانب من جوانبها يتطلب إلى جانب العلم والحكمة والصبر ولين الجانب الوسطية وعدم التحيز والحياد بين الخصوم والأطراف المتنازعة وهذا لن يتحقق إلا من ذوي همم عالية رفيعة الأخلاق ولن تتحقق إلا من صفوة وهم قلة القليل ممن تتوافر فيهم مثل هذه الخصال ممن لا يخافون في الله لومة لائم.

فتصور أنك تتقدم بشكوى إلى قائم بوظيفة من وظائف التحقيق والتقاضي فيأتيك الرد مباشرة دون النظر فيما تقدمت من شكوى وقبل سماعها طالما المشكو به معلوم لدى تلك الجهة او يشغل وظيفة فيها فيأتيك الرد هذا القاضي لايكذب قبل النظر في اوراق الشكوى والادلة وفحص الملابسات والتحقق من صحة الأدلة وإنما إصدار الحكم القاطع أن شكواك مرفوضة لأنها قدمت في معصوم ولا يكتفى بهذا بل من خلال تلك الشكوى يدبر الإنتقام بالشاكي وإعادة الشكوى بصورة عكسية حتى يتحول الشاكي إلى مشكو به انتصارا لزميلهم التي تقدمت الشكوى ضده حتى لا يتجرأ أي شخص لتقديم أية شكوى فيمن يشغل وظيفة قضائية اوذات طابع تحقيقي او تحري أو تحكيم.

وربما تتقدم بشكوى لاتجد لها رد مقنع ولا يتخذ الردع الحاسم وتظل الشكوى تدور في الاروقة والمكاتب وربما ينتهي بها الحال لتحفظ او تعدم وتمزق دون أن تنال حقك من المشكو بها طالما يعمل في وظيفة من الوظائف السابقة.

رغم وجود هيئات وتسميات لاقسام ربما عندما تقرأها على الأبواب تصيبك الرهبة ويساورك إحساس أنك وصلت للفيصل في إحقاق الحق وتحقيق العدل هيئة تفتيش او مكتب رقابة أو قسم المحاسبة أو او لكن من يقبع خلف تلك الأبواب ويجلس على مكاتبها لا يحقق شيئ من مضمون تلك التسميات الرنانة.

فالعدالة لا تنظر للاشخاص بصفاتهم واشكالهم ومناصبهم فالعدالة مجردة لاترى إلا الحق وتتبعه حيث يكون ومع من يكون بعيدا عن المجاملة والتحيز وعدم الحياد حتى تستقيم الحياة وينتهي الظلم

عصام مريسي