آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:14م

تعز وتوقعات قيادة الدكتورة ألفت: إشراقة أمل ومجد جديد لتعز

الجمعة - 03 أكتوبر 2025 - الساعة 08:54 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


تعز… مدينة الثقافة والتاريخ والمقاومة والصمود، مدينة الجراح العميقة والذكريات المؤلمة. بعد سنوات من الفوضى والإهمال وحمامات الدم التي أوصلت المدينة إلى مستنقع من الانقسامات والدمار، أصبح واضحًا أن تعز اليوم بحاجة إلى قيادة نسائية قادرة على صناعة الفارق؛ نساء يفهمن نبض المدينة ووجعها، يمتلكن الرؤية والحكمة لتجاوز أصعب التحديات، ويعرفن كيف يحوّلن الألم إلى أمل، والفراغ إلى إنجازات ملموسة.


الدكتورة ألفت الدبعي ليست مجرد شخصية قيادية، بل نموذج إداري وسياسي يجمع بين الإخلاص والنزاهة والشجاعة. نشاطها وإرادتها وصلابتها، ووفاؤها لصديقتها الشهيدة أفتَهان، إلى جانب دعم والد الشهيدة، وتمكّنها من تقديم أفكار ورؤى سياسية واقتصادية باعتبارها عضوًا في لجنة التشاور لمساندة مجلس القيادة الرئاسي وعضوًا في لجنة الحوار الوطني، كلها شواهد تؤكد أنها قادرة على حمل مسؤولية قيادة تعز. فهي نهر الحلم الذي يروي طموحات المدينة، والقوة التي ستوقف نزيف الدم، لتعيد إشراقة المستقبل إلى قلوب مواطنيها، وتجعل من تعز رمزًا للعطاء والتفاني في مواجهة الصعاب.


ولعل تجربة الشهيدة أفتَهان، صديقة الدكتورة ألفت، في قيادة صندوق النظافة والتحسين، تقدم برهانًا عمليًا على قدرة المرأة على إحداث التحول. فقد شهد الصندوق في ظل إدارتها تحولات كبيرة انعكست في زيادة الإيرادات، وتنظيم الأداء، وتخطيط العمل بشكل حضاري ونموذجي. لقد قدمت مثالًا حيًا على أن الدولة العظيمة تبدأ من شارع نظيف، وأن أولى خطوات النهضة تكمن في بناء بيئة حضارية تُجسد صورة الدولة التي يحلم بها الجميع. هذا النجاح في قطاع خدمي حساس، يبرهن على ما يمكن أن تقدمه المرأة من حلول عملية لإعادة بناء تعز على أسس حديثة ومدنية.


تعيين الدكتورة ألفت في قيادة محافظة تعز لن يكون مجرد خيار إداري عابر، بل قرار استراتيجي وتحول تاريخي. فهي الوحيدة القادرة على لملمة شتات المدينة الممزقة، وتجاوز الانقسامات، ومداواة الجراح التي خلفتها سنوات الصراع والفوضى. هي البلسم الشافي الذي يحتاجه قلب تعز، والقوة التي تعيد الحياة إلى شوارعها، وتزرع الكرامة والعدالة بين أبنائها.


قيادة الدكتورة ألفت ليست حلمًا عاطفيًا فحسب، بل خيار عقلاني مبني على كفاءتها وخبرتها الطويلة في العمل العام والسياسي والفكري. إنها إشراقة أمل لمستقبل جديد، حيث تكون المرأة في قلب القرار، وركيزة أساسية لإعادة بناء المدينة وصناعة مستقبل يعكس إرادة أبنائها وإبداعهم وقوتهم.


تعز اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الجرأة والوضوح في القيادة. وبدعم المرأة التعزية، ستستعيد المدينة مكانتها المرموقة، وستصبح نموذجًا يُحتذى به في اليمن والعالم. فالقيادة النسائية ليست رفاهية، بل ضرورة لتحقيق السلام والتنمية والعدالة.


لقد آن الأوان لأن نؤمن بأن قوة المرأة ليست فقط في تحمّل الصعاب، بل في صناعة القرار وإعادة بناء مجتمع متماسك يجمع الجميع تحت مظلة العدالة والإنصاف. والمرأة التعزية، بذكائها وشجاعتها وإخلاصها، هي الضمانة الأبرز لتحقيق هذا المستقبل، وتحويل تعز إلى رمز حقيقي للقيادة الملهمة.


إنها ليست معركة امرأة فقط، بل معركة مدينة بأكملها لاستعادة روحها ومكانتها.

الآن هو وقت المرأة التعزية… والآن هو وقت تعز الجديدة، حيث يصبح المستقبل مشرقًا، والأمل حاضرًا، والقيادة نبراسًا لكل اليمن.