آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-09:26ص

السخرة

السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 09:03 ص
فؤاد مرشد

بقلم: فؤاد مرشد
- ارشيف الكاتب


العمل بلا اجر منذ فجر التاريخ وحتى اليوم اسمه واحد لا يتغير (السخرة)

أربعة أشهر كاملة والمعلمون يذهبون إلى مدارسهم يوميا ليؤدوا واجبهم، بينما بطون أبنائهم فارغة، وديونهم تتضاعف، ووجوه أسرهم تزداد قلقا.

السؤال البسيط من أين سيوفرون معيشتهم؟ كيف سيطعمون أبناءهم؟ كيف سيدفعون إيجار بيوتهم وديونهم؟

الراتب الهزيل أصلا غائب للشهر الرابع، ومع كل يوم تأخير تتضاعف المعاناة

وتتحول الحياة في البيوت إلى معركة يومية، أب يبحث عن سلفة، أم تدبر الطعام من بقايا ما توفر، أطفال يعانون من سوء تغذية وآباء يبدو عليهم الهم دائما.

باختصار لا تعليم سيستقيم في ظل هذه الظروف والذي يقول عكس ذلك ابحثوا عن الجهة التي يسرق منها .

لان العمل بلا مقابل ليس عملا، بل سخرة. نعم هذا هو الاسم الحقيقي. عندما يجبر إنسان على أداء عمله دون أن يتقاضى أجره فهذا استعباد حديث، مهما غيروا المصطلحات والمبررات.

سخرة الأمس كانت في الحقول وبناء القلاع، وسخرة اليوم في الفصول ومرافق العمل.

المعلمون ليسوا عبيدا حتى يعملون بلا اجر ، او باجر زهيد لا يفي حتى بوجبة واحدة هزيلة في اليوم، هم موظفون يؤدون رسالة وبعقد عمل، ومن حقهم أن يتقاضوا أجرهم بانتظام. تجاهل هذه الحقيقة جريمة كبرى، لا تطال المعلمين وحدهم بل تطال كل الموظفين السخرة.

فالمعلم الذي يجبر على التعليم بلا راتب، لن يكون قادرا على العطاء.

لقد أصبح الوضع لا يحتمل، بح صوتنا، وتشققت حناجرنا، أربعة أشهر من الحرمان كافية لتهديم بيوت، وتشريد أسر، وإهانة كرامة بشر.

إنها صرخة واضحة:

أعيدوا للمعلمين والموظفين حقوقهم، قبل أن يتحول عملهم الشريف إلى عبودية مقنعة.

فؤاد مرشد