آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-07:53ص

تقارب السلطة مع الحلف لمصلحة حضرموت يا حضارم

السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 03:58 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


لم أكن متأكدًا مما نُشر اليوم حول وجود تقارب بين قيادة السلطة في حضرموت وقيادة الحلف.. الكل مع هذا التقارب، وقد صرّح الشيخ عمرو رئيس الحلف في أكثر من خطاب أن لا خلافات مع السلطة في حضرموت، وهذا أمر إيجابي يُحسب لرئيس الحلف.

الخلاف -كما ورد في بيان الحلف بتاريخ 31 يوليو 2024- هو مع المجلس الرئاسي، وذلك من أجل حصول حضرموت على حقوقها من ثرواتها، خاصة في مجال الكهرباء وغيرها من المشاريع.

ونعود إلى ما تم تسريبه اليوم بشأن اتفاق غير معلن، ينص على سماح الحلف بمرور مادة الديزل بكميات محددة، ليتم بيعها وتغطية تمويل بعض المشاريع في حضرموت، بالإضافة إلى دفع بعض المستحقات التي تستفيد منها السلطة لحل عدد من مشكلاتها، مثل رواتب المعلمين أو مصروفات أخرى تسيّر بها شؤون المحافظة، فضلاً عن بناء بعض المشاريع التي لا تتوفر لها ميزانية كافية من قبل السلطة.

نحن نؤيد تقارب السلطة مع الحلف، لأنه يصب في النهاية في مصلحة حضرموت. وعلى السلطة أن تقف مع الحلف في مطالبه الأساسية، وعلى رأسها ملف الكهرباء وقوة الحماية الحضرمية، التي يشكّلها الحلف وتُبنى بسواعد حضرمية خالصة، وربما بدعم من دول التحالف، لتكون لحضرموت كلمتها ووجودها في المحادثات القادمة.

السلطة والحلف يجب أن يُكمّلا بعضهما، وأن يتم التنسيق والتقارب بينهما، وإبعاد كل من يسعى لجرّ حضرموت إلى مربع الصراعات والفتن. فقد عانت حضرموت، ولا تزال، منذ أن سقطت دولتها، سواء عندما دخلت ضمن دولة الجنوب أو لاحقًا مع دولة الشمال.

إنه لمن المؤسف أن يأتي من خارج حضرموت من يسعى لتقريب وجهات النظر بين السلطة والحلف، في حين أن الحضارم أنفسهم أَوْلى بذلك. ومما لا شك فيه أن هناك قوى خارجية لا ترغب في حدوث هذا التقارب، بل تسعى لتعميق الخلافات، وإبعاد الحضارم عن بعضهم البعض، حتى يتمكنوا من التسلل إلى داخل حضرموت وتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب أهلها.

وبصفتي الشخصية كأستاذ جامعي يهمّه مستقبل حضرموت، فإنني أرى ضرورة أن تسهم كل الكوادر الحضرمية – السياسية، والأكاديمية، والإعلامية – في تشجيع هذا التقارب بين أبناء حضرموت، وأن يُطوى أي خلاف أو اختلاف في وجهات النظر من أجل مصلحة حضرموت، وكرامة أهلها.

ومن خلال متابعتي وقراءتي للعديد من الموضوعات، وجدت أن أغلب الحضارم – في الداخل والخارج – يتفقون على هدف واحد، وهو توحيد الكلمة وتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، وعلى رأسها الحكم الذاتي، وإبعاد حضرموت عن مشاريع الفتن التي تُحاك ضدها من خارج حدودها، وهي مخططات معروفة تهدف إلى جرّ حضرموت وإلحاقها بكيانات أخرى لنهب ثرواتها، لتظل تابعة ومقموعة، بينما يُحرم شعبها – في الداخل والشتات – من خيرات أرضه.

هذا ما أردت قوله، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.