آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-10:58ص

يوم المعلم... يوم النور

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 01:11 م
أ.د مهدي دبان

بقلم: أ.د مهدي دبان
- ارشيف الكاتب


في الخامس من أكتوبر، لا نحتفي بيوم عادي، بل بيوم المعلم الذي يعيش عمره يزرع ويغذي العقول والقلوب بالأفكار والمعلومات والقيم والأخلاق الحميدة والسلوكيات القويمة. إنه المعلم الذي نذر نفسه لخدمة البشرية، يضيء الدروب المظلمة بالعلم، ويرسم بخطاه طريق الوعي والتقدم. من بين صخب الحياة وضجيجها، يظل صوته الهادئ في القاعات والفصول هو النغمة الأجمل، لأنه يُنبت في النفوس أملاً، ويزرع في العقول معرفة لا تذبل.

منذ آلاف السنين، لم يتغير دور هذا المعلم، ولم تتبدل رسالته. من اختار المهنة الشاقة، يعلم تماماً أنه لن يكون من الأثرياء، ولا من علية القوم، ولا من صناع القرار، لكنه يدرك أنه يسلك طريقاً سلكه الأنبياء والمصلحون. طريق محفوف بالعطاء والتضحية، لا يدر الأموال، بل يبني ويشيد حضارات بإنتاج أجيالٍ قادرة على التغيير، قادرة على الحلم، وقادرة على البناء. إنه المعلم الذي يزرع ليحصد غيره، ويضيء ليُبصر غيره، ويعطي دون أن ينتظر المقابل.

والدول التي تريد أن تنهض وتبلغ مراتب المجد، لا تجد بداً من تكريم هذا الرجل، الذي يقاسم كل الأسر تربية وتعليم أبنائهم. فبفضله تُصاغ العقول، وتُهذب النفوس، وتُبنى الأمم على أساسٍ من العلم والأخلاق. في يوم المعلم، نقف إجلالاً لكل من حمل القلم رسالة، وجعل من السبورة منبراً للنور، ومن الكتاب سلّماً نحو الغد الأجمل.