أيها القائمون على التربية والتعليم ،ألم تدركوا بعد أن الشمعة التي تحاولون إخمادها هي آخر ما تبقى لنا من نورٍ في هذا الظلام ؟
ألم تفهموا ان إضراب المعلمات ليس نزوةً عابرة ،بل صرخة من قلب أنهكته الوعود الكاذبة والإهمال الطويل؟
إن الشمعة ليست مجرد فتيل يذوب في صمت ،بل رمز للعطاء والتضحية ،والصبر الذي يضيء عقول الأجيال،كلما اطفأتموها..خسرنا نحن ،وخسر الوطن ،وخسر المستقبل..
إلى متى ستظلون تطفئون الشمعة بأيديكم ثم تتباكون على الظلام؟
إلى متى ستعاملون التعليم وكأنه عبء بدل أن يكون أقدس رسالة ؟
ياوزارة التربية والتعليم ،توقفوا عن إطفاء الشمعة ،دعوها تضيء ،دعوا نورها يصل إلى قلوب ابنائكم وبناتكم ،فإن الظلام الذي تزرعونه اليوم سيحصد منه الوطن جهلاً وضياعاً غداً..
إنها الشمعة التي تضيء دروب الأجيال..لا تستحق ان تُطفأ بقرارات عابرة او تجاهل متكرر ،فإطفاءها ليس خسارة للمعلمات وحدهن بل إظلام لمستقبل بأسرة..إن الشمعة التي تحاولون خنق ضوءها ليست مجرد معلمة تقف امام السبوره،بل هي روح تبذل من عمرها وصحتها لتضع جيلاً كاملاً..
اليوم ونحن نرى المعلمات يضربن من جديد ندرك ان الأمر لم يعد صراعاً على حقٍ أو راتب فقط ،بل صراع على بقاء النور في زمن يوشك أن يبتلعه الظلام..
وليس المعلمات وحدهن من يجب أن يرفعن أصواتهن ،فالطالبة التي تجلس على المقعد تنتظر درسها هي الاخرى..مطالبه أن تقول كلمه.. ان تكتب جملة..ان ترفع شعاراً بسيطاً :(معلمتي تستحق أن تعيش بكرامة)..ربما كلمة صغيرة من طالبة تصل إلى قلب مسؤول فتوقظة من غفلته ،ربما صرخة صادقة من صفٍ كامل تحرك إنساناً مايزال يشعر بقيمة المعلم..
ووقوف الطالبات إلى جانب معلماتهن ليس مجاملة ولا تضامناً عاطفياً ،بل هو دفاع عن مستقبلهن ،عن نور العالم الذي إن أطفأناه اليوم فلن نجد غداً سوى رمادٍ لا يدفئ أحداً.
بقلم الطالبة /فاطمة أحمد محمد البحيث
5 اكتوبر 2025