بعد إن أشتد الظلم واستفحلت مظالم السلطنات والسلاطين في ظل صراعهم على السلطة وهم في ذلك يستخدمون الإنسان في حضرموت لتحقيق مأربهم ورغباتهم في البقاء والسيادة وتقاسم الثروة وهم خاضعين لهيمنة المستعمر العثماني ثارة والبريطاني ثارات أخرى لنيل أغراضهم في البقاء على السلطة لحكم حضرموت ساحلها وواديها وصحاريها
وبلغ صراع السيادة ذروته على مراحل حتى سقطت بعض السلطنات لتنهض على اشلائها سلطنات أخرى ولم يكن خافيا دور بريطانيا في إشعال نيران الصراع والحرب ودعم سلطنة ضد أخرى ممارسة سياستها المعهودة فرق تسد فكان الصراع والحرب بين السلطنة البريكية والكسادية حيث دعم الإستعمار الكسادي حتى يتمكن من القضاء على البريكي ثم اشعلت الحرب بين الكسادي والقعيطي ودعمت القعطة حتى يتمكنوا من الإجهاز على الكسادي وكان الحضارم ينظرون لكل تلك السلطنات بأنها دخيلة على حضرموت وانهم اردوا السيطرة على أراضي حضرموت وتقاسمة ثرواتهم وراحوا يقفون مؤيديين للسلطنة الحضرمية الخالصة وهي سلطنة الكثيري الذي دخلت في صراع مع القعيطي انتهى بانسحاب الكثيري من الشحر ليكتفي بحدود السلطنة الكثيرية في صحراء العبر والوادي.
خاض الإنسان في حضرموت مخاض الإنتفاض على الوجود الأجنبي على أرضها الواسعة المقدرة بثلث سلطنات ما كان يعرف بالمحميات ثم لاحقا بسلطنات الجنوب العربي قبل ان تصبح حضرموت جزءا من جمهورية اليمن الديمقراطي وهي ترفض ذلك التواجد عن طريق المظاهرات الرافضة لوجود مستشار للسلطنات من خارج حضرموت سواء من عمان او باكستان او غيرها من الدول التي خضعت لهيمنة بريطانيا.
ما ان تفجرت شرارة الثورة من سفوح شمسان وبدأ العمل السياسي للجبهة التحريرية والكفاح المسلح للجبهة القومية التي تردد صداها على قمم ردفان لتنتشر في كل ربوع المحميات وقد كان الدور لأبناء حضرموت المتواجدين في عدن في نقل فتيل الثورة كفكرة مدعمة بنقل انواع من الاسلحة إلى جبهة حضرموت وكان لابناء شحر وشحير والمكلا في الحي المعروف بحي العبيد الدور في عقد الإجتماعات وتنسيق العمل الثوري.
إندمج ابناء المدن والقرى الساحلية والوادي والصحراء في خوض غمار الثورة والتفاعل مع مجريات العمل المسلح الحاصل في عدن وردفان والعوالق للتثمر الثورة بإسقاط السلاطين وفرراهم خارج البلاد وإعلان حضرموت محافظة من محافظات جمهورية اليمن الشعبي في ظل أول دولة موحدة لمستعمرة عدن ومحمياتها عند تولي اول رئيس للبلاد قحطان الشعبي.
عصام مريسي