آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:59ص

هل عاد الزبيدي إلى مشروع اليمن الاتحادي. ؟

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 09:45 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


اليمن..... أولاً..

في الوقت الذي ظن فيه كثيرون أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ماضٍ بلا رجعة في طريق “الانفصال الكامل”، جاءت تصريحاته الأخيرة في لقائه مع قناة «الحُرّة» لتكشف عن تحوّل دقيق في الخطاب الجنوبي، وربما عن عودة مغلّفة إلى مشروع “اليمن الاتحادي” الذي رفضه الانتقالي سابقًا، لكنه اليوم يعيد تدويره بلغة جديدة ومفهوم مختلف.


---


من “الاستقلال” إلى “الفيدرالية الجنوبية”


الزبيدي تحدث عن “مناطق في مأرب وتعز تطالب بالانضمام إلى الجنوب”، وأكد أن المجلس الانتقالي “يرحب بذلك ضمن خارطته السياسية والجغرافية للدولة الفيدرالية القادمة”.

هذا التصريح لا يشير إلى حدود ما قبل 1990 كما كان يردد سابقًا، بل يفتح الباب أمام خريطة اتحادية واسعة تتجاوز الجنوب القديم.

فحين يتحدث عن “التفاوض حول شكل الحكم والعلاقة” و“الحكم الذاتي”، فهو في الحقيقة يتحدث بلغة الفيدرالية لا الانفصال.


---


لغة جديدة تُعيد إنتاج فكرة اليمن الاتحادي

.

لقد استبدل الزبيدي شعار “استعادة الدولة الجنوبية” بخطاب أكثر مرونة يقوم على مفهوم الأقاليم المتحدة في إطار فيدرالي واسع الصلاحيات، وهو ما يعكس تحوّلًا سياسيًا محسوبًا تجاه مشروع اليمن الاتحادي، وإن كان مغلّفًا بطابع جنوبي خاص.


---


“الجنوب العربي”.. الاسم القديم بروح جديدة


حين قال الزبيدي إن الدولة القادمة لن تُسمّى “اليمن” بل “الجنوب العربي”، بدا وكأنه يسعى إلى تجديد الهوية الرمزية دون المساس بالجوهر السياسي للدولة الاتحادية.

الاسم جنوبي، لكن البنية اتحادية.

فهو يحتفظ بشعار “الجنوب” لتعبئة الشارع، بينما يقدّم نفسه للعالم كزعيم لإقليم فيدرالي يتمتع بالاستقلالية ضمن تسوية سياسية أوسع.


---


البعد الإقليمي والدولي


لا يمكن فصل هذه اللغة الجديدة عن الضغوط السعودية والإماراتية والأممية الرامية إلى فرض حل سياسي اتحادي مرن في اليمن.

الزبيدي يدرك أن العالم لم يعد يتعامل مع خطاب “الانفصال”، لكنه قد يتقبّل فكرة “اتحاد فيدرالي من دولتين أو أكثر”.

ومن هنا، فإن حديثه عن “مأرب وتعز” قد يكون مناورة سياسية لتثبيت نفسه ومن معه لتوسيع رقعة التفاوض، لا إعلانًا عن مشروع توسعي فعلي.


ما بدا في الظاهر “تصعيدًا انفصاليًا” هو في جوهره عودة ذكية إلى مشروع اليمن الاتحادي — ولكن من بوابة الجنوب هذه المرة.

إنها محاولة لإعادة تعريف الفيدرالية على الطريقة الزبيدية:

دولة اتحادية باسم “الجنوب العربي”، تستوعب الأقاليم والمناطق، وتشارك في صياغة المستقبل من موقع قوة، لا من موقع التابع.

لقد قلنا لكم سابقا اليمن اولا ولن يكون هناك مشروع سوى اليمن اولا وها هو اكثر طرف سياسي متجدد يعود الى مشروع اليمن الاول من الطاقة بعد ان فر من ذلك من الباب.