آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:14م

أكتوبر مجيد وتعز جنوبية شامخة الهوى والهوية

الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 06:41 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


يأتي العيد الأكتوبري المجيد هذا العام محملاً بفرحتين: فرحة الاحتفال بالمناسبة الوطنية الخالدة، وفرحة الأمل بمستقبلٍ جديدٍ يتسع لكل أبناء الجنوب، وبالأخص أبناء تعز، في ظل دعوة القائد عيدروس الزبيدي بالترحيب بانضمامهم إلى دولة الجنوب القادمة. إنها لحظة فارقة للخروج من دائرة الولاءات والمصالح الضيقة، نحو مشروع وطني جامع يؤمن بالدولة المدنية الفيدرالية التي تحفظ الحقوق وتصون الكرامة.


وتحتفي مدينة تعز اليوم بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، عاشت تعز جنوبيةَ الهواء والهوية، تشارك الجنوب فرحته الوطنية وتؤكد انتماءها الوجداني والتاريخي لروح الثورة وأهدافها في التحرر والكرامة. إن احتفاء تعز بهذه المناسبة الخالدة لا يأتي من باب العاطفة فحسب، بل من وعيٍ متجددٍ بالمصير المشترك، وإيمانٍ عميقٍ بأن مستقبل الشعوب لا يُبنى إلا على أسس الوعي والانتماء الحقيقي.


لقد أثبت التاريخ أن الجنوب، رغم محدودية إمكاناته الاقتصادية قبل الوحدة، نجح في بناء الإنسان والوعي والثقافة، بينما ظل الشمال أسيرًا لسطوة القبيلة ومركزية السلطة. واليوم، يعيد الجنوب بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي صياغة التجربة على أسسٍ جديدة من الوعي والمعرفة، واضعًا نصب عينيه بناء دولة النظام والقانون، دولةٍ حديثةٍ تتكامل فيها قيم العدالة والمواطنة والمسؤولية.


إن ما يطرحه الرئيس الزبيدي ليس مشروعًا سياسيًا تقليديًا، بل رؤية استراتيجية وخارطة طريق لبناء دولة قوية وعادلة، تحمي الأرض وتصون الكرامة، وتفتح آفاق السلام والتنمية المستدامة على أسسٍ من العدالة والمواطنة المتساوية. وتعز، بتاريخها العريق وعمقها الفكري، مؤهلة لأن تكون شريكًا فاعلًا في صياغة هذا المستقبل، وأن تسهم بوعيها وإرثها في بناء الدولة المنشودة.


أبناء تعز اليوم أمام فرصة تاريخية لقراءة اللحظة بعمق والانخراط في مشروع وطني يقوده قائد وطني بحجم اللواء عيدروس الزبيدي، الذي أثبت أن حركته تستند إلى رؤيةٍ ثابتةٍ وإرادةٍ حرةٍ تستمد قوتها من الشعب، لا من الولاءات أو المصالح الضيقة.


إن احتفالات أكتوبر لا ينبغي أن تبقى طقوسًا سنوية فحسب، بل يجب أن تكون رمزًا للتجديد والانطلاق نحو مستقبلٍ جديدٍ يكون فيه الشعب شريكًا حقيقيًا في صناعة القرار والبناء. فالوعي والثقافة هما السلاح الحقيقي الذي يحوّل الأحلام إلى واقع، ويجعل من الجنوب نموذجًا للنهضة والاستقرار.


وختامًا، فإن مشروع الجنوب العربي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي ليس حلمًا سياسيًا، بل تحول وطني تفرضه الضرورة ويقوده الوعي الجمعي. وعلى كل من يؤمن بالقيم الوطنية أن يكون شريكًا في هذا البناء، فتعز ليست مجرد مدينة، بل عقلٌ وضميرٌ وركيزةٌ أساسيةٌ في مشروع الجنوب القادم، مشروع الكرامة والعدالة والإنسان.