آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-05:18م

أي دولة تريدون؟ والناس بلا رواتب ولا كهرباء

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 12:37 م
صلاح البندق

بقلم: صلاح البندق
- ارشيف الكاتب


أي دولةٍ هذه التي تُبنى على الشعارات، بينما المواطن ينهار تحت وطأة الجوع؟

أي وطنٍ يُراد له أن ينهض، وأهله بلا رواتب، بلا كهرباء، بلا ماء، بلا دواء؟

أي دولةٍ تُبشّرون بها، والناس لا يجدون ما يسدّ رمقهم، ولا ما يُطفئ حرارة أطفالهم في ليلٍ بلا نور؟


الدولة ليست مباني الوزارات، ولا مواكب المسؤولين، ولا مؤتمرات تُنقل على الشاشات.

الدولة هي الإنسان.

هي كرامته، هي لقمة عيشه، هي أمنه، هي صحته، هي تعليمه، هي عدالةٌ تُنصفه لا تُهينه.


كيف تطلبون من شعبٍ أن يؤمن بدولةٍ لا تؤمن به؟

كيف تطلبون الولاء، والناس لا يجدون ما يُطعمون به أبناءهم؟

كيف تتحدثون عن بناء وطن، وأنتم لم تبنوا حتى جداراً يحمي المواطن من الغلاء؟


هؤلاء الذين تعدونهم ببناء الدولة،

هل استطاعوا أن يوفّروا راتباً ؟

هل استطاعوا أن يُشغّلوا الكهرباء؟

هل استطاعوا أن يُوقفوا طوفان الأسعار؟

إن من لا يقدر على إطعام نفسه، لا يقدر على بناء وطن.


الدولة لا تُبنى على الجوع،

ولا على الصبر المكسور،

ولا على مواطنةٍ تُفرّق بين الناس،

بل تُبنى على عدالةٍ تُساوي بين الجميع،

وعلى إخوةٍ صادقة، كما قال النبي ﷺ:

*"أحب لأخيك ما تحب لنفسك."*


فليُسأل كل من في موقع مسؤولية:

هل تحب لأخيك أن يجوع؟

أن يُهان؟

أن يُظلم؟

أن يُحرم من حقه في الحياة الكريمة؟


إن كنتم تريدون دولةً حقيقية،

فابدأوا من الناس، من حاجاتهم، من آلامهم.

ابدأوا من الرواتب، من الكهرباء، من الماء، من الصحة، من التعليم.

ثم تحدّثوا عن الوطن،

عن المواطنة،

عن المستقبل.


أما أن تُبنى الدولة على أنقاض المواطن،

فهي ليست دولة،

بل وهمٌ يُباع في خطابات،

ويُدفن في صمت الجائعين.