................................
في خضم التطورات السياسية المتسارعة التي تشهدها اليمن، برزت مبادرة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالترحيب بضم محافظتي مأرب وتعز إلى سياق "الجنوب العربي" كـتحول نوعي لافت في الفكر السياسي للمجلس. هذه الخطوة، التي تتجاوز الأطر الجغرافية والسياسية التقليدية، تستحق منا وقفة تأمل ودعم.
إن هذا التوجه يشير بوضوح إلى استعداد للقبول بالآخر والانخراط في حوار يتسع خارج حدود المحافظات الجنوبية المتعارف عليها. هذا الانفتاح يخلق مساحة أوسع للتوافق السياسي، ويفتح الباب أمام نقاشات بناءة تعترف بالامتدادات المجتمعية والروابط المشتركة.
إن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام المنشودين في اليمن هو عبر الحوار والتوافق السياسي. لذا، يجب علينا جميعاً دعم وتشجيع أي خطوة إيجابية تسعى إلى التقارب المجتمعي وتأسيس عقد اجتماعي جديد يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح العليا. لا مجال للتشبث بـ"ديمومة الماضي" أو الوقوف عند محطة العتاب.
على الرغم من الخلافات السياسية القائمة مع المجلس الانتقالي، تفرض علينا المصلحة العليا للوطن أن نتجاوز زاوية "المائدة السياسية الضيقة" وأن ننبذ الأحكام المسبقة. العمل المشترك والتوافق هما الكفيلان بانتشال اليمن من أزمته نحو الاستقرار والتنمية.
لنجعل من هذا الانفتاح نقطة انطلاق لتوحيد الجهود، ودعم كل مسعى جاد يسهم في لم الشمل اليمني. فلنتعاون معاً نحو بناء يمن يسوده السلام والازدهار، وندعم هذا الهدف النبيل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة.
حسين البهام
