آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-07:53ص

الانتقالي والإصرار على الاحتفال في شبام بعيد أكتوبر ..

الأحد - 12 أكتوبر 2025 - الساعة 04:03 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


ما يزال إصرار مكوّن المجلس الانتقالي الجنوبي على إقامة الاحتفال بذكرى انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م – يوم الثلاثاء المقبل – في حضرموت الوادي، وتحديدًا في مدينة شبام، مثارَ تساؤلاتٍ كثيرة ..


شبام التي يسميها الحضارم "المدينة الصفراء"، اكتسبت هذا اللقب لأن ألوان بيوتها الطينية تعكس أشعة الشمس عند الغروب، فتبدو صفراء زاهية، خاصة مع ارتفاع عماراتها التي تلامس أشعة الشمس عند المغيب ..


في مقالات سابقة نصحنا بعدم إقامة الاحتفال بهذه المناسبة في شبام حضرموت، إلا أن الإصرار ما زال قائمًا ، ونتساءل هنا:

ماذا تحقق لهذا الشعب والمواطن من هذه الثورة، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ونحن اليوم نحتفل بمرور 62 عامًا على انطلاقتها؟ ..


نحن لسنا ضد الاحتفال، بل نراه فرصة لتذكر الشهداء الأبطال الذين سقطوا وهم يقاتلون المحتل البريطاني على أرض أجدادهم وآبائهم.

لكن السؤال الجوهري: لماذا نحتفل اليوم، في وقت يعيش فيه أبناء حضرموت ومحافظات الجنوب أسوأ أوضاعهم؟ ، فالفقر والعوز يطحنان المواطن، والرواتب – سواء للموظفين المدنيين أو العسكريين – منقطعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ..


هل يملك المكوّن الذي دعا للاحتفال في شبام القدرة المالية لتغطية تكاليف هذه الفعالية، والتنقلات، والاستقبال للوافدين من مدن الساحل والوادي والمناطق الأخرى؟ في حين أن أغلب الحضارم – بل وغيرهم – يعيشون ضائقة مالية خانقة، ووضعًا قاتمًا ومجهولًا؟ ..


أم أن الهدف من إقامة الاحتفال في شبام هو إثارة مشاعر الغضب لدى الحضارم تجاه ما آلت إليه الأوضاع من انهيار اقتصادي انعكس بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم؟ ..


قد يظن البعض من أنصار المكوّن أننا ضد الاحتفال بذكرى الثورة، لكن الحقيقة غير ذلك؛ نحن لسنا ضد المناسبة بحد ذاتها، وإنما ضد التوقيت والمكان اللذين نراهما غير مناسبين ..


فإقامة الاحتفال في هذا الظرف الصعب وفي هذه المدينة التاريخية الحساسة قد يدفع كثير من المواطنين إلى العزوف عن المشاركة، بل وربما يستفز مشاعر فئات واسعة من الحضارم.

وهذا من شأنه أن يؤدي إلى فقدان المكوّن لعدد من أنصاره وأعضائه في حضرموت، ويزيد من الفجوة بينه وبين المواطنين الذين يعانون أوضاعًا قاسية ..


يا قيادات الانتقالي وأتباعه وأنصاره،إن كان فيكم حضرمي عاقل، فلا تستفزوا أهلكم.

يكفيهم ما هم فيه من أحوال صعبة لا يعلم بها إلا الله وحده ولا تُعيدوا نبش جراحٍ مرّ عليها أكثر من خمسين عامًا، فما زالت آثارها قائمة حتى اليوم .


والله من وراء القصد .


بقلم: أ.د. خالد سالم باوزير