آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-03:08م

الرئيس هادي في قلب أبين

الأحد - 12 أكتوبر 2025 - الساعة 05:03 م
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب



في شارع عاصمة محافظة أبين الرئيسي، وبينما كنت ميممًا وجهي نحو أحد المرافق الحكومية، لفت انتباهي على واجهة أحد المباني العتيقة التي تتوسط المدينة صورة لشخصية يمنية تمتاز بالهدوء والسكينة والوقار والسلمية.


لا أنكر أن هذه الصورة التي رأيتها حرّكت بداخلي الكثير من المشاعر تجاه هذا الرجل الذي لم يكن يومًا سببًا في إيقاد نار الحرب بين اليمنيين، ولم يجرِ البلد إلى منعطف الاقتتال، بل حاول قدر الإمكان أن يكون حمامة السلام وجسر المحبة والوئام، رغم تسمية البعض له بـ(الليث الرهيص).


كنت أقول لأصدقائي: كم لهذه الصورة من أثر بالغ في نفسي، ربما لأننا ظلمنا هذا الرجل وحمّلناه ما لا يطيق، رغم أن من سماته الهدوء والسكينة والعقلانية التي تظهر جلية في كل خطاباته.


الرئيس هادي، الرجل الذي لم يتعامل يومًا مع محافظته أبين بمنطق المناطقية والجغرافيا الضيقة كما يفعل البعض، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من كيان البلد اليمني، ولم يميزها عن غيرها بأي شيء، بل عاملها كما لو أنها محافظة غريبة عنه، رغم أن البعض كان يصفه بصاحب أبين، وكم نفتخر ونزهى بتلك التسمية التي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن أبين هي الثلج والنار.


منذ أن غادر الرئيس هادي المشهد السياسي في العام 2022م، تاركًا خلفه المجال لغيره علّهم، لم نرَ خيرًا قط، ولم نلمس أي تحسن في وضع البلد، بل ازدادت الأمور تعقيدًا وسوءًا، وتدهورت حتى وصل الناس إلى حافة الهلاك.


ربما لا نعرف قيمة الأشخاص إلا بعد أن نفقدهم، لا سيما أولئك الذين يتسمون بالعقلانية والسلمية والهدوء، والحفاظ على كيان البلد من التمزق والتشظي وجرّه إلى ويلات الحروب.


تعظيم سلام للرئيس عبدربه منصور هادي، وشكر وتقدير لصاحب المنزل الذي أكّد بما لا يدع مجالًا للشك أن الرئيس هادي في قلب أبين.


دمتم بخير


فهد البرشاء

12 أكتوبر 2025م