عايدة اليافعي… امرأة الجنوب التي سبقت زمانها

احتفاءً بعيد ثورة 14 أكتوبر المجيدة

في صفحات التاريخ الجنوبي، لا تُكتب الأسماء اعتباطًا، بل تُسطّر بالجهد والإيمان والعطاء.

وفي عيد 14 أكتوبر، يليق بنا أن نتذكر امرأة حملت الوطن في قلبها قبل أن ترفعه في كلماتها، امرأة سبقت زمانها ورفضت أن تكون ظلًا لأحد: عايدة اليافعي.

ولدت عايدة في عدن، ونشأت في بيئة منفتحة على التعليم والعمل، فتعلّمت أن للمرأة صوتًا ومكانًا يجب أن يُسمع ويُعطى.

لم تكتفِ بالوجود في مكاتب الدولة، بل التحقت بالحركة الوطنية الجنوبية، وشاركت في بناء وطنٍ حرٍ ومستقل.

مع قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أسست عايدة اتحاد نساء الجنوب، وتولّت رئاسته لتصبح صوت المرأة الجنوبية في كل قضية اجتماعية وسياسية.

أطلقت حملات محو الأمية، وفتحت المجال أمام النساء للتعليم والعمل والمشاركة العامة، مؤمنة بأن النهضة لا تتحقق إلا حين تتحرر المرأة.

لم تكن مجرد ناشطة اجتماعية، بل قيادية سياسية صاحبة موقف واضح وثابت.

كانت تقول دائمًا:

حين تقف المرأة على قدميها، يقف الوطن بأكمله.

عايدة اليافعي جسّدت معنى الشجاعة والفكر والرؤية، وقدمت مثالًا حيًّا على أن المرأة قادرة على قيادة المجتمع وصنع القرار، وأن نضالها لا يقتصر على الشعارات، بل على العمل الملموس والتأثير في حياة الناس.

اليوم، ونحن نحتفل بذكرى ثورة 14 أكتوبر، يظل اسم عايدة اليافعي حيًا في ذاكرة الجنوب، رمزًا للمرأة القوية، المؤمنة، والمصممة على أن تكون شريكة في كل مراحل بناء الوطن.

سلام عليها، وسلام على كل نساء الجنوب اللواتي حملن شعلة التغيير والصمود، وسلام على وطن أنجب من رحم الصعاب نساءً من نور وكرامة وعزم لا يلين.

الكاتبة: سناء العطوي