آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-04:45ص

إن كان هناك من إنصاف، ولو بكلمة حقٍّ لتُقال، فهي من نصيب هذا الشخص. فلتكن من نصيبه، لأنه يستحقها بجدارة.

الجمعة - 17 أكتوبر 2025 - الساعة 12:07 ص
صفوان القاضي

بقلم: صفوان القاضي
- ارشيف الكاتب


السيسي! هذا الرجل العظيم، الذي لعب دورًا كبيرًا، بحكمته وذكائه السياسي، من خلف الكواليس. عبدالفتاح السيسي الذي أظهر موقفه في الوقت الحرج، والظرف الصعب، وناصر القضية بكل ما أوتي، من قوة وإمكانية.

سعى للسلام بوقف إطلاق النار في غزة، وحقق هذا الهدف بوثيقة تصالح، تضمنت استقرار سلام شامل، لحل الدولتين، ولملم الجراح بعودة المتشردين إلى موطنهم. ويسعى لإعمار غزة من ركام الحرب، وما خلفه الدمار، ولا زال يبذل الجهود بأقصى ما يملك، لكي يلم شتات الغزاويين.

قوافل الدواء والغذاء وكل ما يلزم أهالي المنطقة، تتوافد نحوهم، مُحمَّلةً بأطنان من احتياجات الناس، بفضل هذا الرجل العظيم، الذي جعله الله سندًا ومعينًا لهم، في أحلك الظروف وقساوة الموقف، الذي لا يحتمل الرثاء في نعيه.

حقًّا يبدو السيسي صامتًا، وكما لم يتبين لنا موقفه من القضية، في بادئ الأمر. لكن كان يدرك الخطر الذي سيلحق ببلده، من وراء التظاهر على الشاشة علنًا، ليحدد موقفه من مناصرة القضية، ولكنه أكبر بكثير من استراتيجية السياسة التقليدية، أو الساسة العاديين. لطالما وهو يخوض في العمق الرصين، والبعد التراجيدي، وما فوق الايدولوجيا من المعرفة السياسية.

بحيث تجاوز دهاءه، حقارة تسلط أنظار العدو، بالسطو على بلده، وحافظ على ممتلكات شعبه وثروته، وأمن وسلام واستقرار وطنه.

حيث أن السيسي وما تبين لنا مبدأه بأنه، واقفٌ مع القضية، وداعمًا رسميًا لنصرتها، بالمال والسلاح، وبكل ما استطاع. وكان دعمه سريًا، وذلك حفاظًا على بلده وشعبه، من تسلط أنظار العدو عليه. وقد جاد وأجهد! حتى خرج باتفاق حل الدولتين، والذي وُقِّعَ في قمة شرم الشيخ بمصر.

هذا الرجل شكَّلَ ثِقلاً عربيًا، وصنع تاريخه الجسور، في ظل تخاذل العرب، وتبرير موقفهم في الدفاع عن القضية، والتنصل عن واجبهم الديني والإنساني اتجاها، ولم يبقى أحدًا نصيرًا لهم، غير هذا الزعيم. وهذا الذي آخر ما تبقَ لنا من العروبة.

فبمثل هذا أنموذجًا تقاس الإنسانية والضمير، ويُثمَّن الموقف، حين يتوق المبدأ بالفارق، بين من يتظاهرون بالشعارات، وبين من يُسخِّرون قدراتهم لخدمة القضية، والأمة الإسلامية والعربية، وبين من أصابهم الذل والخنوع والإذعان، لمهابة الغرب.

أولئك الذين يهدرون ثُلثيَّ ما يملكون، من أموالهم هدايا مُحملةً على متن طائراتهم، لكسب رضا الغرب. بينما هدية السيسي لترمب كانت "قلادة النيل"، فالفرق بات شاسعًا. والرجُل لا يضاهى بحنكته وعبقريته، فهو يسوس قراراته بعقلانية، وفوق ذلك يعمل بصمت، ومن وراء ستار. لكي تبقى مصر، الأم العربية للعالم الشرقي، بشموخها العالي، وشعبها الأحرار.

وأنا أراقب الأخبار السارة، ليل البارحة عن كثب، حول ما يجري في القمة، كل أشد انتباهي! هو تفسير ملامح هذا العملاق، السيسي - وتفاؤله الكبير بهذا الإنجاز، الذي حققه وتحقق على يده. وكان به لا يكاد أن يخفي تلك البهجة، التي سكنت وجدانه، بأمل إعادة الحياة لشعب غزة. فالسيسي يقيم مراسيم عرسًا عظيمًا، تسطَّر بدماء أولئك الأبرياء، أولئك الذين ارتقوا إلى ربهم بالشهادة.

فمن حق السيسي أن يحتفي، ويبارك الفرح بنصره، وما فعله كان أعظم، ولا ينكر هذا الفضل الكبير بحق السيسي إلا جاحد.

تحيا مصر، شعبًا وقائد. بل، أرضًا وإنسانًا!