في لقاءٍ حواري جمعني بعدد من الشخصيات من أبناء مديرية المحفد، تناولنا الحديث حول الألعاب الشعبية التي كانت تُمارس في المنطقة قبل ستينيات القرن الماضي، واستمرت حتى نهاية الثمانينات. كانت تلك الألعاب تمثل جزءًا أصيلًا من حياة الناس، ومصدرًا للترفيه والتواصل الاجتماعي، وها أنا أشارككم بعضًا منها كما رواها لي من عايشوها ومارسوها في طفولتهم.
من أبرز تلك الألعاب: _لعبة الهجه، لعبة التوه، لعبة العكين، ولعبة المصدة_. وفيما يلي شرح موجز لبعضها:
🌀 *لعبة الهجه*
تنقسم إلى فريقين، حيث يتم وضع حجر في منتصف الساحة، وتتمركز مجموعة حوله لحمايته، بينما تشكل المجموعة الأخرى دائرة حولهم وتحاول اختطاف أحد أفراد الفريق الأول. تستمر اللعبة حتى يتم تصفية الفريق المدافع، وتنتهي بذلك الجولة.
🎯 *لعبة التوه*
تُمارس باستخدام خمسة مربعات تُرسم على الأرض. يبدأ اللاعب من المربع الأول، حيث يوضع حجر صغير، ويقف على قدم واحدة، ثم يقوم بركل الحجر من مربع إلى آخر دون أن يلمس الخطوط، مستعرضًا مهارته في التوازن والدقة.
⚽ *لعبة المصدة*
تنقسم إلى مجموعتين: مجموعة خلف الخط تمتلك الكرة، ومجموعة في وسط الميدان. يقوم أحد أفراد الفريق الأول بضرب الكرة باتجاه الفريق الثاني، وإذا تمكن أحدهم من الإمساك بها، يُمنح حق ضرب الكرة باتجاه الفريق الآخر، وتستمر اللعبة في جو من التحدي والحماس.
🪨 *لعبة العكين*
تتكون من فريقين، أحدهما يجلس بينما ينتشر الآخر ويقوم بإخفاء قطع صغيرة من التراب تُسمى "عكين". بعد الانتهاء، يعود الفريق الجالس للبحث عنها، وإذا تم اكتشافها تُزال، وتُعاد اللعبة بين الفريقين.
هذه الألعاب الشعبية وغيرها كانت تُمارس في مديرية المحفد بمحافظة أبين، وهي جزء من تراثنا الثقافي الذي يستحق التوثيق والحفاظ عليه من الاندثار، لما تحمله من قيم اجتماعية وتاريخية عميقة.
وقد اختصرت لكم بعضًا من هذه الألعاب، وهناك الكثير غيرها مما كان يُمارس في المديرية ويستحق أن يُروى للأجيال القادمة.
✍️ الإعلامي: بدر عشيش الكازمي
التاريخ: 17 أكتوبر 2025م