آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:14م

في يوم موجع... رحيل صوت الوعي الوطني الدكتور محمد الظاهري

السبت - 18 أكتوبر 2025 - الساعة 02:48 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


ودع اليمن اليوم أحد أبرز أساتذة العلوم السياسية،في جامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري، رمز الفكر والوعي الوطني، الذي ظل حتى آخر أيامه صوتًا حرًا وعقلًا متنورًا. رحيله يمثل خسارة ليست فردية فحسب، بل هي فقدان ضمير أكاديمي ووطني قاوم العتمة بالكلمة وواجه الاستبداد بالعقل والحجة.


كان الدكتور الظاهري نموذجًا للأستاذ الجامعي الذي جعل من قاعة الدرس منبرًا للنقاش والوعي. إلا أن هذا الفكر لم يرق لسلطة الميليشيا الحوثية التي حولت الجامعة إلى ساحة للولاء الطائفي، فتعرض الأستاذ للحرمان من مستحقاته المالية أثناء مرضه، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة لإذلال الأكاديميين وإقصائهم.


منذ سيطرتها على جامعة صنعاء، تعرض المئات من الأساتذة للفصل وحرمان الرواتب لمجرد رفضهم الانصياع للمشروع الكهنوتي، في مؤشر واضح على أن العقل في نظر الميليشيا يشكل خطرًا وجوديًا. لقد حاولت الجماعة قتل الجسد اليمني بالسلاح، والعقل اليمني بالتجهيل، لكنها لن تنجح، لأن العقول الحرة لا تُقهر، والضمائر لا تُشترى.


رحل الظاهري بصمت الكبار، لكنه ترك أثرًا خالدًا في طلابه وزملائه وكل من عرفه. في مسقط رأسه، مديرية دمت،وكل محافظات اليمن عم الحزن على فقد أحد أبنائها الأوفياء، شمعة أضاءت دروب الفكر في زمن تغشاه العتمة.


نم قرير العين، دكتور الظاهري، فقد أدّيت رسالتك ومضيت بشرف وكرامة. وسيظل التاريخ يكتب أن اليمن لا يُهزم بالجهل، بل ينتصر بالعلم، وأن الجامعات ستنهض من جديد، لأن نور الفكر أقوى من رصاص الجهل.


إنا لله وإنا إليه راجعون.