آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-10:18م

‏من الحديدة إلى بورتسودان .. البحر الأحمر ساحة النفوذ الحوثي الإيراني

الإثنين - 20 أكتوبر 2025 - الساعة 12:48 م
هاني سالم مسهور

بقلم: هاني سالم مسهور
- ارشيف الكاتب



فيما تتسع رقعة التوتر في البحر الأحمر، حذّرت تقارير غربية من توسع نفوذ جماعة الحوثي المدعومة من إيران نحو السواحل السودانية، في خطوة تُنذر بمرحلة أكثر خطورة على أمن المنطقة والملاحة الدولية.


وكشف تحليل حديث لموقع يوراسيا ريفيو أن الجماعة اليمنية باتت تمتلك قدرات تتجاوز نطاق أراضيها، بعد أن أوجدت موطئ قدم على الشريط الساحلي السوداني، مستغلة حالة الفوضى والصراع الداخلي هناك.


هجمات بحرية تكشف مدى الحوثيين


وجاء التحذير الدولي بعد سلسلة هجمات حوثية استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر، بينها سفينتا “سكارليت راي” و*“إم إس سي آبي”* قرب ميناء ينبع السعودي في سبتمبر الماضي.

ووفق التحليل، فإن هذه العمليات ترسم حدوداً شمالية جديدة لمدى هجمات الحوثيين، وتؤكد امتلاك الجماعة لطائرات مسيّرة وصواريخ قادرة على استهداف الممرات البحرية الحيوية.


نائب الملحق العسكري اليمني السابق في واشنطن، هشام المقدشي، قال إن الهجوم الأخير “نُفذ بطائرة مسيّرة أُطلقت من زورق صيد تقليدي قرب السفينة المستهدفة، في أسلوب يُظهر مرونة تكتيكية جديدة للجماعة”.

السواحل السودانية.. قاعدة انطلاق محتملة


يرجّح التحليل أن بعض الهجمات الأخيرة قد انطلقت من سواحل السودان، إذ وقعت الضربات على بعد 160 ميلاً فقط من الساحل السوداني، ما يعزز فرضية إنشاء الحوثيين قواعد لوجستية أو نقاط إمداد على البحر الأحمر.


ويرى مراقبون أن الجماعة استفادت من إغلاق طرق التهريب عبر عُمان وبحر العرب، لتتحول نحو الغرب وتستغل شبكات تهريب قديمة في اليمن، مدعومة بعلاقاتها مع حركة الشباب الصومالية وقراصنة بونتلاند.


تمدد إيراني تحت غطاء الفوضى السودانية


التقارير تشير إلى أن إيران لعبت دوراً مباشراً في تسهيل هذا التمدد، من خلال تعزيز تعاونها العسكري مع القوات السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وبحسب الأدلة التي أوردها التقرير، نقلت طهران منذ أكتوبر 2023 إلى السودان طائرات مسيّرة من طراز “مهاجر-6” و”أبابيل”، إضافة إلى أنظمة صاروخية متطورة، يُخشى أن تكون بعض منها قد وصلت إلى أيدي الحوثيين.


تهديد للأمن الإقليمي والدولي


تثير هذه التطورات مخاوف من أن الجماعة قد حصلت كذلك على أسلحة كيميائية أو مواد مزدوجة الاستخدام يمكن توظيفها ضد دول الجوار أو خصومها في الداخل اليمني.

ويرى محللون أن إيران تستخدم الحوثيين كذراع بحرية لمد نفوذها في البحر الأحمر، بينما تستغل الجماعة حالة الاضطراب في السودان لتأمين شريان جديد للسلاح والتمويل، ما يضع المنطقة أمام مرحلة أكثر اضطراباً تهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.


البحر الأحمر أمام اختبار جديد


يؤكد مراقبون أن التوسع الحوثي في السواحل السودانية لا يهدد فقط أمن البحر الأحمر، بل يقلب موازين الردع الإقليمي، إذ يتيح لطهران وحلفائها التمدد نحو القرن الأفريقي، في مقابل تراجع فاعلية التحالفات البحرية الدولية.


وبينما تستعد القوى الإقليمية لجولات جديدة من المفاوضات حول “هدنة البحر الأحمر”، تبدو التطورات الأخيرة رسالة واضحة مفادها أن الحرب لم تعد داخل اليمن فحسب، بل امتدت إلى شواطئ أفريقيا، حيث يتشكل محور جديد للنفوذ الإيراني في خاصرة البحر الأحمر.