آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-03:08م

احمد المرقشي والخذلان.

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - الساعة 09:58 ص
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب




ربما تأخرت كثيراً في الكتابة عن الوالد أحمد المرقشي، الرجل الذي لم ألتقِ به قط، وإنما جمعتني به مواقع التواصل منذ حرب العام 2015م، حينما كان أسيراً خلف قضبان الظلم والقهر..


وربما أحرفي هذه عنه لن تُقدِّم أو تُؤخِّر في شيء، لاسيما في وضعه الصحي الذي يمر به منذ إصابته، ولكن الواجب الديني والأخلاقي والمهني والوطني يحتم علينا أن نقول كلمة حق في هذه الشخصية التي عرفتها في أحلك الظروف وأصعبها، مبتسمةً تنثر الأمل وتزرع الخير أينما حلت وارتحلت..


لم أرَ قط عميد الأسرى منكسراً أو متجهماً أو منطوياً أو منعزلاً، بل أجده في كل المحافل والمواقع والمناسبات ذلك الرجل الذي يزدان بالابتسامة ويرتدي ثوب الوقار وحُلّة العقل والأخلاق الجميلة المعروف بها منذ أن كان أسيراً خلف القضبان..


حقيقةً، إن التجاهل والإهمال لمرض عميد الأسرى أحمد المرقشي أصابني في مقتل، إذ لم أتوقع البتة أن يكون مصير هذه الهامة الوطنية النضالية ركناً مأسوياً في أحد المستشفيات دون أن يلتفت له أحد، أكان من الشرعية أو الانتقالي أو تلك الأطياف والتجمعات التي كان للمرقشي فيها أثرٌ في حل الكثير من أمورها..


المصير الذي آل إليه المرقشي، وهو الرجل ذو القبول والمكانة والشعبية، مؤسف ومؤلم في ذات الوقت، ويؤكد أن كل اللاعبين في الوسط السياسي والمجتمعي ربما يكون مصيرهم كهذه الشخصية الوطنية التي حملت على عاتقها هم الوطن والمواطن، وأن كل تلك الشعارات مجرد استهلاك إعلامي يتبخر في أول موقف إنساني يحتاجه هذا أو ذاك..


في الوقت الذي يحتاج فيه المرقشي لِلَفتةٍ علَّها تعيده للحياة، فإن التجاهل القاتل الذي يواجهه يقابله،هناك العشرات من أطفال الأمس يسرحون ويمرحون من دولة إلى أخرى، إما للترفيه أو لشفط الدهون أو للعبث فقط، وهذا أكثر ما يؤلم أن يكون مصير الأبطال والأشاوس ركناً يطوي حكايتهم وسكوناً ينهي حياتهم..


والله إنني لم أتوقع أن تمر هذه الأيام والأسابيع دون أن يتحرك أحد أو يبادر في علاج المرقشي، وهو صاحب الحضور والثقل المجتمعي والسياسي، فكيف بمن لا حول لهم ولا قوة..


سلاماً على الدنيا..


فهد البرشاء

20 أكتوبر 2025م