ما أعشقه في هذه المحافظة دهاء رجالها.. ذلك الدهاء النادر الذي تلمسه حين تعاشرهم وتتحدث إليهم و في كلماتهم العابرة تلقى أثر التميز ، حتى أولئك الذين لم يحظوا بقدر كبير من التعليم تجدهم حكماء بحكمة الحياة وأصالة التجربة.
كما أنني أعشق فيها عاداتها الأصيلة وتقاليدها العريقة وتركيبتها القبلية المتماسكة التي تشكل هوية فريدة ضاربة في عمق التاريخ.
أبين و رغم كل ما تعانيه من محاولات إفقار وتجهيل وتمزيق ، تبقى شامخة كالجبال ، لا تهتز للعواصف، ولا تستسلم لقسوة الظروف. إنسانها صلب كالصخر ، لا يعرف الانكسار.
ثقوا كل الثقة أن أبين ، ستكون كما عهدناها مصنعاً للقادة ، ومهداً للرجال ، ومنبعاً للكوادر المميزة التي تثبت حضورها أينما حلت.
أنا على يقين أن أبين ذات يوم ، ستنهض من تحت ركام المؤامرات، لتستعيد عافيتها وتكون القدوة التي يشار إليها بالبنان في العمل الوطني والمجتمعي والقيادي، وهذا الأمر ليس ببعيد .
كما أتمنى من المجلس الانتقالي الجنوبي، ورؤوس الأموال الجنوبية إيلاء أبين كل الاهتمام في مختلف الجوانب، وأن يبحث عن الأوفياء لهذه الأرض الطيبة التي أفقرتها الأنظمة المتعاقبة،حتى تستعيد عافيتها وتداوي جراحها العميقة. ونحن في بقية المحافظات يجب أن نكون إلى جانبها بكل ما نملك من إمكانيات.
سلاماً على أبين، ولها المجد في كل المراحل، ولرجالها وقبائلها ولكل ذرة من رمالها ولأدبائها وشعرائها، كل الحب والتقدير.
#ناصرـالمشارع