آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-12:15ص

قراءة في خطاب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي

السبت - 25 أكتوبر 2025 - الساعة 12:41 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


استمعتُ إلى خطاب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ألقاه بالأمس أمام أعضاء الجمعية ومجلس المستشارين، وتابعته كما تابعه كثيرون عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقد لفت انتباهي ما ورد فيه حول العلاقة بين المجلس الانتقالي و«الجامع» و«حلف حضرموت»، خاصة حين أكد أن الجميع مع التقارب «الحضرمي – الحضرمي»، وأن حضرموت لا يمكن أن تُحكم من طرفٍ واحد دون سواه.


حضرموت اليوم ليست كالأمس

حضرموت – كما أراها اليوم – لم تعد تلك التي كانت بالأمس. فقد أصبح شعبها أكثر وعيًا وإدراكًا لما يريد، وأكثر تمسكًا بحقوقه في إدارة شؤونه بنفسه.

إن حضرموت لا تطمع في أرض أحد، ولا تسعى لإثارة المشكلات، لكنها تواجه واقعًا صعبًا وتعمل – عبر حلف حضرموت وقيادته – على تجاوز التدهور الذي أصاب مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها.

لقد ظل الحلف – منذ تأسيسه – يتعامل بعقلانية ومسؤولية، ولم يصدر عنه أي موقف عدائي تجاه أي طرف. بل إنه قدّم مطالبه بشكل معلن وشفاف، ورفعها إلى الرئاسة منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر، غير أن هذه المطالب بقيت حبرًا على ورق، رغم الوعود المتكررة بتنفيذها.

ورغم ذلك، استمر الحلف في إبداء حسن النية، وأكّد في أكثر من مناسبة أن مطالبه في الحكم الذاتي لحضرموت خيار لا رجعة عنه، حتى تُحلّ القضايا الوطنية الأخرى على مستوى اليمن برمّته.


يد ممدودة للحوار

إن حضرموت – كما عبّر عنها الحلف – تمد يدها للجميع في سبيل التقارب، وتدعو لبناء علاقات متكافئة تخدم المصلحة العامة، في إطار الظروف التي فُرضت على البلد.

وفي الآونة الأخيرة، برزت تغيرات إيجابية في بعض تصريحات قيادات المجلس الانتقالي تجاه الحلف، وهو ما يبعث على الأمل بأن الحوار قد يكون ممكنًا، شرط أن يقوم على قاعدة الندية والاحترام المتبادل، وأن يُبنى على موافقة واضحة وصريحة من الانتقالي على مطلب الحكم الذاتي لحضرموت، بما في ذلك إنشاء قوة لحماية حضرموت.


تصريحات لا تكفي

الخطابات في المناسبات والاحتفالات لا تحمل عادة الطابع الرسمي، ولهذا فإن قيادة الحلف تنتظر من قيادة المجلس الانتقالي تصريحات رسمية وواضحة تؤكد تأييدها لمطالب حضرموت.

فالحوار لا يمكن أن يكون مثمرًا إذا ظلّت المواقف غامضة أو مترددة.

كما أن إيقاف الحملات الإعلامية التي تستهدف الحلف سيكون خطوة ضرورية لبناء الثقة وتعزيز الاحترام المتبادل، فالحلف لا يلجأ لمثل هذه الأساليب التي تسيء إلى الأخلاق السياسية وتعكّر صفو العلاقات بين أبناء الجنوب عامة وأبناء حضرموت خاصة.


في الختام

إن حضرموت لا تطلب المستحيل، ولا تسعى إلى الهيمنة أو التفرد، بل تطالب بحقوقها المشروعة في إدارة شؤونها بنفسها.

ولذلك فإن على المجلس الانتقالي أن يعلن موقفه بوضوح من مطالب الحلف، وفي مقدمتها الحكم الذاتي لحضرموت.

إن جاء هذا التأييد رسميًا وصادقًا، فسيكون رد الحلف إيجابيًا دون شك، وستكون حضرموت – كما كانت دائمًا – عامل استقرار وبناء في هذا الوطن الكبير.

والله من وراء القصد والسداد.