اليمن.. أولاً ..
اليوم، استضفت الشيخ كمال باهرمز القادم من تركيا، والناشط والمفكر نبيل العوذلي القادم من المملكة العربية السعودية، في لقاء فكري مميّز تناول قضايا الوسطية والمذهبية ومنهج الرحمة في الفكر الإسلامي.
وجاء اللقاء ضمن زيارة غير مرتّبة، إذ وصل الشيخ كمال باهرمز إلى مصر قادمًا من تركيا بعد أن أنهى تسجيل مجموعة من الحلقات الدعوية والفكرية، بينما جاءت زيارة نبيل العوذلي في زيارة. وقد استضفت الضيفين في منزلي ، حيث سادت أجواء من الودّ والحوار المثمر.
وخلال الجلسة، التي تحوّلت لاحقًا إلى بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي بمبادرة من نبيل العوذلي، دار نقاش ثري بين الضيفين حول ثلاثة محاور فكرية رئيسية نالت إعجاب الحاضرين والمشاهدين.
المحور الأول: المذهبية والحزبية والمناطقية
بدأ الحوار بسؤالٍ طرحه نبيل العوذلي حول موقف الشيخ كمال باهرمز من المذهبية والحزبية والمناطقية، وهي من أكثر القضايا إثارة للجدل في الساحة الإسلامية.
وفي رده، أوضح الشيخ كمال أن المشكلة ليست في المذاهب أو الانتماءات الفكرية بحد ذاتها، بل في التعصّب الأعمى الذي يحوّلها من تنوّع مشروع إلى انقسام مدمّر.
وقال الشيخ: “الاختلاف رحمة، لكن التعصّب آفة تمزّق الأمة وتبعدها عن جوهر الدين.”
وقد أبدى العوذلي إعجابه بهذا الطرح المتوازن الذي يُعيد للمذهبية معناها العلمي بعيدًا عن الانغلاق الحزبي أو المناطقي.
المحور الثاني: مفهوم الفرقة الناجية
وفي المحور الثاني، تناول الشيخ كمال باهرموز مفهوم الفرقة الناجية من زاوية مختلفة أثارت إعجاب نبيل العوذلي والحاضرين.
وأوضح الشيخ أن بعض التيارات الإسلامية تحصر النجاة في نفسها، معتبرة أنها الفرقة الوحيدة التي تدخل الجنة، بينما هذا الفهم لا ينسجم مع روح النصوص القرآنية.
وأشار إلى أن قوله تعالى: “كُنتُم خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس”، وأحاديث النبي ﷺ التي يُباهي فيها بأمته يوم القيامة، تدل على أن النجاة تشمل كل من تمسّك بالإيمان والعمل الصالح، دون ادعاء احتكار الحقيقة.
ووصف العوذلي هذا الطرح بأنه “رؤية جديدة ومبهرة” تُعيد قراءة الحديث بفهم شامل وعقل متزن.
المحور الثالث: منهج الرحمة
اختتم اللقاء بالحديث عن منهج الرحمة الذي يميّز فكر الشيخ كمال باهرموز.
وأكد نبيل العوذلي أن أكثر ما شدّه في شخصية الشيخ هو هدوءه وعمقه في الطرح، وكيف أنه يعالج القضايا الخلافية بلغة الرحمة لا بلغة الخصومة.
وأوضح الشيخ كمال أن “الرحمة ليست خيارًا، بل أساس الدعوة ومنهج المصلحين، وهي الميزان الذي تُوزن به المواقف والأفكار.