في عالم الرياضة، تبقى العدالة حجر الزاوية الذي تُبنى عليه المنجزات، ويُصنع من خلاله المجد الحقيقي للأندية واللاعبين على حدٍّ سواء. غير أن ما يحدث في نادي الوضيع يثير الكثير من التساؤلات حول غياب هذه العدالة، وتحويل المستطيل الأخضر من ساحة تنافسٍ نزيه إلى مساحةٍ تحكمها العلاقات الشخصية والمجاملات.
فكثير من اللاعبين الشباب الموهوبين يجدون أنفسهم خارج حسابات النادي، لا لأنهم يفتقرون إلى المهارة أو الانضباط، بل لأنهم لا يملكون "الوسيلة المناسبة" للوصول.
في المقابل، تُفتح الأبواب أمام من يملك القرب من الإدارة، أو صلة قرابة بالمدرب، أو حضورًا اجتماعيًا قويًا، أو حتى مظهرًا لافتًا يجعله أقرب إلى الضوء من زملائه.
إن ما يجري في نادي الوضيع لا يمكن اعتباره مجرد سلوك إداري عابر، بل هو انعكاس لفكرٍ إداري يحتاج إلى مراجعة جذرية.
حين تتغلب المجاملة على الكفاءة، وتُقدَّم العلاقات على الموهبة، تضيع البوصلة الرياضية، ويتراجع مستوى النادي فنيًا وأخلاقيًا في آنٍ واحد.
فما نفع التدريب المكثف، والانضباط الصارم، والعرق الذي يُسكب يوميًا في أرض الملعب، إذا كانت النتيجة محسومة مسبقًا لمن يملك الحظوة أو القرب؟
الرياضة ليست مجرد لعبٍ ونتائج، بل منظومة قيمٍ تُكرّس مبدأ تكافؤ الفرص.
وحين يُظلم اللاعب الموهوب، لا يخسر النادي لاعبًا فقط، بل يخسر روحًا كان يمكن أن تضيء مستقبله.
فالعدل في الاختيار هو ما يصنع الفِرَق الكبرى، وهو ما يحوّل أي نادٍ من مجرد اسمٍ على قميص إلى مؤسسةٍ تُخرّج أبطالًا يشرّفونها داخل الميدان وخارجه.
إن نادي الوضيع اليوم أمام لحظةٍ فارقة في تاريخه، فإما أن يعيد النظر في سياساته ويستعيد ثقة جماهيره، أو يواصل الانحدار نحو واقعٍ يبرّر اسمه ويُفقده هيبته ومكانته.
ولعلّ أول خطوة في طريق الإصلاح هي الاعتراف بوجود الخلل، ثم وضع معايير واضحة وشفافة للاختيار، تجعل الأداء والانضباط هما المقياسان الوحيدان لأي لاعبٍ يطمح إلى تمثيل النادي.
🔹 نداء إلى إدارة نادي الوضيع
إدارة نادي الوضيع مدعوة اليوم إلى وقفة صادقة مع الذات، بعيدًا عن المجاملات والمصالح الضيقة.
الوقت لم يفت بعد لتصحيح المسار، وإعادة النادي إلى مكانته التي يستحقها بين الأندية، ولكن ذلك لن يتحقق إلا عبر منهجٍ إداريٍ عادلٍ يكرّم الموهبة، ويُقدّر الجهد، ويضع مصلحة النادي فوق أي اعتبارٍ شخصي.
فالتاريخ لا يرحم، والجماهير لا تنسى، ومن يعمل بعدلٍ وإخلاصٍ سيبقى اسمه مخلّدًا في ذاكرة الرياضة مهما طال الزمن.