بين حين وآخر تنعقد ندوة أو فعالية، لمناقشة موضوع التغيرات المناخية، من طرف هذه المؤسسة أو تلك المنظمة، هذه الجهود يمكن تكون أفضل لو تعاونت هذه الجهات، مع الحكومة بوضع استراتيجية وطنية لمواجهة التغيرات المناخية في اليمن، لتوحد الجهود كافة، وتصب في مصلحة البلد، بدلاً من إهدار الأموال والجهود، في أنشطة متشابهة ومحصورة جغرافياً ذات أثر محدود، لان اليمن بلد متأثر فعلا من التغيرات المناخية، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي والصراعات الممتدة لأكثر من 13 عام.
ومن اجل أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة، ينبغي أن تُبنى على الإحصاءات والدراسات الواقعية، مع الأخذ برأي الجهات المعنية بالمحافظات مثل: مكاتب الزراعة والمياه والبيئة ومراكز البحوث وغيرها، إلى جانب المهتمين بهذا الموضوع، والتركيز على الحلول المحلية المستدامة ابتداءً، والاستفادة من الدعم الدولي في هذه الإطار، خصوصاً أن الحكومة تعاني من صعوبات تمويل حادة بهذه الفترة.
تظهر الحاجة الملحة إلى العمل المؤسسي المنظم، في مواجهة آثار التغيرات المناخية، وتشجيع المبادرات المحلية، وتدوير المخلفات؛ لان مستوى البلد متدني جدا في مجال تدوير المخلفات. مع ضرورة التشبيك مع المنظمات المحلية والدولية الفاعلة المهتمة بتغير المناخ.
أن آثار التغيرات المناخية تختلف من محافظة إلى أخرى، وعلى هذا الأساس ينبغي إعطاء كل محافظة أولوية في خطة العمل، وتنفيذ التدخلات حسب درجة أثر تغير المناخ فيها، حتى في مجال الزراعة ينبغي أن تتم إعادة التفكير في زراعة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية، مثل زراعة محاصيل مقاومة للجفاف، تقديم مواعيد الزراعة في المواسم المختلفة، تأهيل الأراضي الصالحة للزراعة والمتضررة، وحماية الأراضي المهددة بالفيضانات، مع تشجيع الدراسات والأبحاث في مجال التغير المناخي، كون هذه النوع من الدراسات لا يوجد بالمطلق.
واحدة من الإشكالات عند الحديث عن التغيرات المناخية في اليمن، هي غياب الإحصاءات الرسمية الدقيقة من اجل الاستفادة منها في تقدير الصورة الكلية لهذه الأثار وسُبل مواجهتها، وتعويض من تضرر، وفق منهجية سليمة تحدد آليات وسياسات العمل في مجال التغيرات المناخية، بالإضافة إلى عمل دراسات على المستوى الإقليمي والوطني، لتقدير الأثار والتكاليف الاقتصادية للتغيرات المناخية واقتراح الحلول المناسبة.
ختاماً: مواجهة التغيرات المناخية في اليمن، بالتأكيد لا تحله ندوة، تناقش الموضوع في نصف يوم، لان القضية تستلزم عمل أكبر، وتعاون اشمل، للتخفيف من آثارها السلبية مستقبلاً على الأقل، ماذا نحن فاعلون على المستوى الكلي؟