آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-09:59م

هل حان وقت المطالبة بمحافظة قنا؟

الأربعاء - 29 أكتوبر 2025 - الساعة 09:53 م
مقبل محمد القميشي

بقلم: مقبل محمد القميشي
- ارشيف الكاتب



هذا السؤال لم يأتِ من فراغ، بل هو رأي ومطلب مطروح للنقاش منذ زمن طويل، وليس وليد اللحظة. فقد تمت مناقشته سابقًا في أكثر من مناسبة، وكنت حينها من المعارضين للفكرة، ظنًّا مني أن سلطات شبوة المتعاقبة قد تغيّر الحال وتحقق الإنصاف لبقية المديريات، لكن للأسف ظل الوضع على ما هو عليه دون أي تحسن يُذكر.


قد يتساءل البعض: لماذا يُطرح هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات؟ والإجابة أننا نوجّه هذا النداء إلى العقول الواعية والنيرة من مثقفي المديريات الجنوبية والشرقية، ممن يدركون واقعهم اليوم ويشعرون بمسؤوليتهم تجاه مستقبل أجيالهم التي تعيش الظلم والتهميش منذ عقود.


ستون عامًا مرت ولم يحدث أي تطور حقيقي في تلك المديريات، فلا خدمات، ولا بنية تحتية، ولا عدالة في التوظيف، رغم أن هذه المناطق تزخر بثروات كبيرة ومتنوعة، لكن أبناءها ما زالوا محرومين منها، وكأنهم غرباء في أرضهم.


ما المانع أن تصبح هذه المديريات محافظة قائمة بذاتها؟ هل إذا تحولت إلى محافظة ستنتهي شبوة أو تتضرر؟ بالعكس، ربما يكون في ذلك تطوير متبادل، فتنهض شبوة وتنهض المديريات معها، ويُعاد توزيع التنمية بشكل عادل ومتوازن.


يقول البعض إن الوحدة بين مديريات شبوة لا يجوز المساس بها، وإننا يجب أن نحافظ على تلاحم المحافظة، لكن الواقع يقول إننا أصلًا لسنا متحدين ولا متفاهمين، والفارق في المعاملة واضح بين المديريات. لا يمكن أن يستمر هذا الظلم بحجة التلاحم، فكما يُقال: “حد يأكل عسل وحد يأكل بصل”، وهذه معادلة لا يمكن أن تدوم.


نعم، هناك من أبناء تلك المديريات من يتعصب أو يتحزب ويقف ضد مصالح منطقته، لكن هذا لا يغيّر من جوهر القضية شيئًا. نحن لا نطالب بالمستحيل، بل بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة بين الجميع في شبوة. وإن لم يتحقق ذلك، فسنواصل المطالبة بحقوقنا بالطرق السلمية والفكرية حتى نصل إلى الهدف الذي يرضي أجيالنا القادمة.


مقبل القميشي

29 أكتوبر 2025