آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-09:26ص

المعلم… آخر قلاع الوعي

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 10:38 م
فؤاد مرشد

بقلم: فؤاد مرشد
- ارشيف الكاتب


وضع المعلمين اليوم وصل إلى الحضيض.

زرت مدارس كثيرة، ورايت في وجوه المعلمين ما لم اره من قبل، انكسار صامت وألم يصرخ ولا يسمع.

تتسلل من كلماتهم خيبة مرة تكفي لإسقاط اعتى الحكومات لو أنصت أحد بصدق.

المعلم الذي كاد ان يكون رسولا، يتقد شغفا وعطاء، اصبح اليوم عاجزا عن اطعام نفسه، فكيف باسرته؟

يقف أمام طلابه، يشرح ويبتسم، بينما في داخله جرح غائر، وصوت مكتوم يئن في صمت وكبرياء.

في احدى القاعات سالت التلاميذ عن احلامهم للمستقبل، تعددت الطموحات، تناثرت الأمنيات، لكن لم يرفع أحد يده ليقول، اريد أن اكون معلما.

ادركت حينها حجم المأساة، كيف يلهم المعلم الاجيال وهو ذاته بلا أمل؟

ستشعرون بالقهر حين ترون آلاف التلاميذ في ساحات المدارس، ينشدون مستقبلا مشرقا،

بينما معلموهم يتآكلون في صمت، ينتظرون راتبا غائبا للشهر الثالث،

ويتجرعون مرارة الخذلان من سلطة صارت كالأم العاقة لأبنائها.

في بلد تنهب فيه الموارد بخفة ونشاط،

تتسع خارطة الفقر ليلتهم الجميع وفي طليعتهم المعلم.

كلما زرت مدرسة،

تتسع في صدري غصّة، وتعلو في رأسي ألف فكرة وسؤال، كيف تبنى البلاد والمعلم مهدود؟

كيف يشرق الصباح، إذا انطفأ النور في عيون من يشعلون الفجر كل يوم؟

كيف يُزرع الامل، والمعلم لا يقوى على الوقوف فقد احترقت كل آماله .

فؤاد مرشد