بقلم: مقبل القميشي
سبعة أشهر كاملة مرّت، ومقاول شارع الخمسين لا يتحرك ولا يُحرّك ساكنًا! لو كانت سلحفاة تسير في هذا الطريق منذ بدء المشروع، لربما وصلت الآن إلى جبل العر في يافع، بينما المشروع ما يزال مكانه، مغلقًا الطريق ومكدّسًا معاناة الناس يوماً بعد يوم.
شارع الخمسين لم يعد مجرد طريقٍ متعطل، بل أصبح رمزًا للتباطؤ الإداري وغياب الرقابة. المقاول يتعامل مع المشروع وكأنه ملك خاص، والمواطنون وحدهم من يدفعون الثمن—خسائر للتجّار والمستأجرين، وزحمة خانقة، وسيارات تسير عكس الاتجاه، وكأن الفوضى أصبحت قاعدة لا استثناء.
السؤال الذي يتردّد على ألسنة الجميع: أين مدير عام المنصورة؟
المدير الذي عرفناه بنشاطه وتفانيه وسرعته في الإنجاز، كيف يقف صامتًا أمام هذا العبث وهو يعلم أن المشروع أمام مكتبه، وأنه هو نفسه من أشرف على توقيع العقد وتحديد مدّة التنفيذ؟
اليوم، التقيت بعدد من سكان شارع الخمسين، جميعهم بصوتٍ واحدٍ قالوا: “المقاول تأخر كثيرًا وأضرّ بنا كثيرًا”. فهل يُعقل أن تستمر هذه المعاناة سبعة أشهر، دون تدخل حازم أو متابعة حقيقية من السلطة المحلية؟!
يبدو أن المقاول يتلذّذ بمعاناة الناس، يضع الحواجز ويغيب لأشهر، وكأن الشارع ليس جزءًا من حياة المواطنين اليومية.
نحن لا نطلب المستحيل، فقط الوفاء بالعقود واحترام الزمن والناس.
من هذا المنبر، ومن على صفحات صحيفة عدن الغد، نوجّه نداءً صادقًا باسم سكان شارع الخمسين إلى المقاول وإلى مدير عام المنصورة:
كفى سبعة أشهر من العذاب والخسائر.
الناس لم تعد تحتمل الانتظار، والشارع بحاجة إلى ضميرٍ قبل أن يكون بحاجة إلى إسفلت.
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.