آخر تحديث :الإثنين-24 نوفمبر 2025-02:56م

خطر القصور العلمي

السبت - 15 نوفمبر 2025 - الساعة 12:18 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


قالوا في تعريف العلم أنه ادراك المعلوم على ما هو علبه في الواقع والجهل نوعان : جهل بسيط وهو عدم الإدراك للشيء أصلا أو مركب وهو أن يكون تصورك له خاطئا وهناك علم ناقص تتولد عنه مشكلة مركبة هي المعلومة الناقصة والحقيقة المشوهة قال الله تعالى "" بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله "" فهذه مشكلة تأتي من القصور في العلم وقلة الاجتهاد في البحث أو من الحكم المسبق على ما لم تظهر نتائجه كما في الآية " ولما يأتهم تأويله " وهي الأخبار الغيبية فالحكم بكذبها ليس علما، وقضية نقص العلم نسبتها إلى الجهل أقرب منها إلى العلم ولذلك قد تضر صاحبها أو تضر غيره وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه الذي أفتوا رجلا أصابته جنابة وفي رأسه جراحة أفتوه بوجوب الغسل فاغتسل فمات فقال : " قتلوه قتلهم الله إنما كان شفاء العي أن يسأل " ويقول ابن القيم رحمه الله " إنما أضر الناس نصف الطبيب ونصف الفقيه " في إشارة إلى ما يتسبب فيه الجهل من الإضرار بأبدان الناس في حالة الطبيب الناقص الخبرة وفساد الدين في حالة الفقيه قليل الفقه والضرر الذي يتسبب عن ناقص العلم سببه المعلومة الناقصة المشوهة التي لا تصل بالناس إلى القناعة وهذا يعني أننا أمام مشكلة تتولد عن القصور في العلم ولو كان في قضية محددة فإذا لم يصل طالب العلم وقاصد الحق فيها إلى بغيته فعلى أقل تقدير لا يجد مشكلة تتركب أمامه بسبب طرح معين قد يكون صاحب الطرح هو الذي جهل أو أخطأ وظلم الحقيقة قال العالم الإنجليزي فرانس بيكون " إن قليل من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين " فالاتفاق بين العقلاء حاصل على أهمية التعمق في العلم الذي يجلي الحق وعلى ضرورة تجنب العلم الذي يشوه المعلومة


محمد العاقل