شتان بين الثرى والثريا

كل الحب والتقدير والاحترام والعزة والكرامة لمثل هؤلاء السادة الكرام المخلصين للوطن وأبنائه.

( وأقصد قواتنا الباسلة أيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

رتبة عقيد كان يحملها الشهيد علي عنتر والشهيد صالح مصلح قاسم وزير الدفاع الجنوبي وهيثم قاسم طاهر وزير الدفاع الجنوبي بعد حرب 86 19,وقليل من القيادات العسكرية الجنوبية في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ثم جاءت الوحدة اليمنية وتقلد هذه الرتبة العقيد والعميد الكثير وقد يكونوا مستحقين لحمل هذه الرتبة الرفيعة ،واستحقاق هذه الرتبة نظرا لما قدموه من عمل كبير ومتفاني في خدمة هذا الشعب اليمني بشطريه، وقد تكون مثل هذه الاستحقاقات لرتبة عقيد أو عميد حق مستحق لمن يستحقها.

حملوا هذه الرتبة وهم أهل لحملها في الشجاعة والاقدام والإخلاص في حب الوطن، ولم يحصلوا عليها بيوم وليلة، وقدموا للوطن مالم يقدمه أحد ممن جاء بعدهم، والمفارقات بينهم وبين من يحملها اليوم 2015 كبعد المشرق عن المغرب وبعد السماء عن الأرض، وشتان بين الثرى والثريا.

لكن الغريب اليوم من يحمل هذه الرتبة،وهو ليس مؤهل لحملها، لا عن طريق سنين الخدمة التي خدمها في السلك العسكري، ولا الإستحقاق عن طريق تفوقه بإحدى الكليات العسكرية ، ولا حتى سنه أو العمر عبر الأعوام تؤهله بأن رتبة العقيد أو العميد تليق به، لكن المعيب لمن يحمل رتبة العقيد اليوم، لا خدمته تؤهله، ولا نتيجة مؤهله الأكاديمي تؤهله، ولا عمره يؤهله بأن يكون مستحق لحمل هذه الرتبة،كيف حصل على رتبة العقيد ؟

حصل بقرار رئاسي بليد لا يدرك صاحب القرار بمخاطرها وعواقبها في مستقبل الدولة المدنية الحديثة ، بل لم يدرك عواقبها عندما تعطى لشخص لم يكتمل عمره الثلاثين ولم يتدرب يوما ولم يدخل يوما في أكاديمية عسكرية البتة.

الم يكن هذا جرما وعبثا وفسادا في المؤسسة العسكرية الجنوبية ، بأن تكون خدمته لا تتجاوز العشر السنوات وهو يحمل أعلى رتبة في الجيش الجنوبي، وتعطى له شهادة الماجستير وتعطى له طبق من ذهب ، ويعلم الله هل أكمل الثانوية العامة ؟ هل هو من حملة شهادة البكالوريوس ؟ حتى يتقدم لنيل شهادة الماجستير أو لا

لا بأس أن كان كذلك

لكن المصيبة العظمى أن كان غير ذلك

كبعهن كبعت بوري

عشرة أعواما في الخدمة أعطي رتبة العقيد وشهادة ماجستير

طيب إلى هنا

السؤال الذي يحوم بخاطري هو

بعد هذه الرتبة العقيد

ماذا تعطى له من رتبة خلال 25 السنة المتبقية من خدمته حتى سن التقاعد.

أم أنه يتوقف عند هذه الرتبة ولم تتزحزح من فوق كتفه أبدا إلى هنا وكفى.

عجبا !

لم نصل لهذا الفساد والانحطاط الإداري والترقيات المخالفة لقوانين الترقيات في الوزارتين وزارة الدفاع ووزارة الداخلية اليمنية، حتى أيام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه ، ما وصلت بهم الوقاحة والفساد إلى ما وصل به اليوم قيادتنا التي حملت السلاح وحرضت الشعب اليمني، بأن تثور وتحارب تجار الفساد والمفسدين ، ولا مكان للفسدة والمفسدين في اليمن.

ولتنعم الجمهورية اليمنية بخيراتها بمختلف ثرواتها الطبيعية في باطن الأرض وفوقها وتتمتع في موقعها الاستراتيجي الهام وثروتها البحرية والنفطية.

كل الوعود أصبحت في خبر كان ، أو ك سراب غيث يحسبه الظمان ماء، أصبحت الوعود بلا مواثيق ، وأصبح الفساد هو الجاثم على صدور المواطنين ، ويتنقل من ظالم إلى من هو أظلم منه ،أصبحت الإختلالات في الموازين في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، اختلالات في الأقوال والافعال هي سيدة الموقف.

كما قال الشاعر أبي الأسود الدؤلي: -

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

مذكرااات

أبو السلطان الهيثمي