إن تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وهدايته للخلق تليق بإمام وهاد للبشرية من الضلال والعمى ويرشدها إلى الهداية والحكمة في كل شأن من شئوونها فهو رسول للبشرية جمعا ومعلم للإنسانية يستفيد من تعاليمه المسلم المؤمن به وتبقى الأبواب مفتوحة لكل من أراد أن يأخذ الحكمة عنه في أي باب من الأبواب الاجتماعية والتعليمية والتربوية والنفسية والثقافية والإدارية ومن ذلك أنك تجد أحاديث مما جمعه أهل العلم في جوامع الكلم جمعت أكبر قدر من المعاني في كلمات قليلة وهي كذلك ذات صلاحية واسعة لِأن يدخل في ضمنها مجالات متعددة وتصلح قواعد ومناهج حياة للمسلمين وغير المسلمين
ولعل بعض المسلمين لو قرأ لغير المسلمين في الإدارة وتنمية الذات وطلب الاستقرار النفسي مثل " لا تقلق ' العادات السبع " وإن كانت لا تخلو من فائدة لكنه سيجد أن ما في هذه الكتب قد تضمنته أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وبأخصر العبارة مضافا إلى ذلك وجود روح المعلم العظيم المحب الحريص على هداية واستقامة من يعلمه والتي عبر عنها معاوية بن الحكم السلمي بقوله :" فبِأبي هو وأمي مارأيت قبله ولا بعده أحسن منه تعليما !!! "
وقد اخترت من الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله ثلاثة أحاديث لترى فضل كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسبقه وتفوقه ومدى استيعابه واشتماله لمنافع كثيرة وكبيرة لا تدخل تحت الحصر
الحديث الأول " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك "
الحديث الثاني " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
الحديث الثالث : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال أوصني يارسول الله قال : " لا تغضب " فرددها مرارا قال : " لا تغضب "
فانظر في الجملة إلى معاني الأحاديث تراها واضحة المعاني تندرج تحتها مجالات عديدة (إيمانية تربوية نفسية اجتماعية اقتصادية إدارية تنظيمية) تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع وتعالج قضايا ومشاكل كبيرة وكثيرة ولعل هذا بعض ما انقدح في ذهن برناردشو فيما ذُكِرَ عندما قال " لو عًُرِضَت مشاكل العالم على محمد لحلها وهو يتناول فنجانا من القهوة "
وللحديث بقية قد يستكملها من خير هو مني في مجال وضع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم موضع قواعد تبنى عليها الحياة عامة وترسم على ضوء تعاليمها حياة المسلم الذي صدقه وآمن به واتبع هديه وتعرض أمام الشارد الهارب من دينه لجهله وعدم معرفته بهذا المعلم العظيم الذي ما عرفت البشرية مثيلا له
صلى الله عليه وسلم
محمد العاقل