قبل الولوج فيما أنوي الكتابة عنه لا بد من الإشارة إلى احتمالية أن يتهمني البعض بأن حديثي هذا لغرض في نفس يعقوب!! ولذا فإنني أقول فليكن ذلك.. لكن الأهم من ذلك أنه لم تجمعني بالأخ المحافظ لا صداقة ولا علاقة ولا وساطة.
غير أن الجدير بالاهتمام والتأكيد عليه أن معالي محافظ شبوة الشيخ عوض محمد بن الوزير قد اختط لنفسه طريقًا يختلف عن أسلافه المحافظين الذين تعاقبوا على شبوة... وأبرزها طريق المعالجات لمطالب الناس بدون وعود، وفتح الأبواب وأغلق النوافذ، فجعل أبواب مكتبه ومنزله مفتوحة للجميع، وظل على تواصل مع الجميع في حله وترحاله، وفتح أبوابه على الجهات الأربع وجعلها مفتوحة لكل قادم إليه على المستوى الرسمي والشعبي بكل شرائحهم (بدوي ومثقف، طالب، وأكاديمي، صاحب حق خاص، وصاحب قضية عامة)، وأفسح مجالًا واسعًا لكل من يطالب بالخدمات العامة للمجتمع الشبواني الذي يستحق كل خير ونماء وتقدم وازدهار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إحساس هذا الرجل بمتطلبات ومعاناة مواطنيه وتطلعاتهم المشروعة.
أما النوافذ التي أغلقها فهي نوافذ المناطقية والحزبية والمصالح الضيقة، ناهيكم عن قيامه بإغلاق نوافذ الدس والوشاية والنيل من الآخرين. وآخر أطروحاته أنه أحد أبناء شبوة وفرد من أفراد شبوة، وأنه سيعمل لهذه المحافظة التي تسكن جوارحه، فنذر نفسه لخدمتها وتحقيق مصالح أبنائها بقدر الإمكان، وأن من ابتعد عن شبوة لا بد أن يعود إليها، وأن شبوة للجميع وستتسع للكل في الوقت الذي يريدون ويرغبون، معتبرًا أن شبوة الأم وسيعود أبناؤها الغائبون إليها، وأن الوطن وجد قبل الأحزاب والمكونات.
لقد عمل معالي المحافظ بهذه القاعدة وهذه الروح الطيبة والهمة المتقدة لخدمة الناس في كل أرجاء شبوة، واستمر على الخط الذي اختطه لنفسه منذ الوهلة الأولى التي دلفت قدماه مبنى المحافظة قبل ما يقرب من أربعة أعوام من الآن، واستقبل كل الأطياف من كل المديريات للاستماع إلى مطالبهم والتجاوب معها بالمعالجات وليس بالوعود، مستغلًا علاقاته وصداقاته لتحقيق مصالح شبوة وبالذات أشقائنا في الإمارات.
وبصفتي أحد أبناء هذه المديريات فقد استقبل أبناء بيحان في مارس من العام الماضي في قاعة الاجتماعات بحضور نائبه هشلة واثنين من وكلائه الحجري والعاقل، واطلع على دراسة قدمها المهندسون الشباب لإنشاء محطة غازية لثلاث مديريات (بيحان وعسيلان وعين) بقدرة 60 ميجاوات، وأُعجب بها وقال إن شبوة تحتاج إلى ثلاث محطات غازية نتيجة لارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية بالطرق التقليدية. ولم ينقضِ عام إلا وأصبح مقترحه يُدرس وتوضع له الخطط.
وما لقاؤه الأخير الذي عقده يوم أمس الأول بإحدى الشخصيات الاجتماعية البيحانية البارزة المقيمين في الخليج، وهو رجل الأعمال والمحكم الدولي الدكتور صالح محمد الزاهري الذي أزهرت يداه البيضاء بعدد من الأعمال الخيرية للفقراء واليتامى عبر مؤسسة تمنع الخيرية التي أنشأها لهذا الغرض الإنساني (ليس مجال ذكرها الآن)، وكان اللقاء بالأخ المحافظ فرصة ثمينة لبحث هموم بيحان، وكان اللقاء تتويجًا لنوايا محافظنا الطيبة واستكمالًا لما بدأه في الداخل حول مشروع الغازية، وتمحور اللقاء حول هذا المشروع الاستراتيجي.
فنسأل الله العون والتوفيق في طريق حل كل العقبات والمعوقات. ويجب الوقوف من كل قيادات شبوة مع معالي المحافظ بن الوزير، ليس بالمديح والزيارات ولكن بالمصداقية والجدية في العمل في كل مهامه، وستنهض شبوة بعون الله.