يا ناس
قد آن الأوان تفتحوا عيونكم صح، وتشوفوا الحقيقة بدون دهان ولا تلميع.
الوطن هذا ما ضيعته قوة خارجية مثلما ضيعوه أصحاب الشعارات اللي يصرخوا في النهار ويقاسموا الخراب في الليل.
من أول يوم، استغلوا الدين.
رفعوا المصاحف، رددوا الآيات، لبسوا عباءة الغيرة على الدين وهم أكثر ناس داسوا على قيم الدين.
قالوا نقاتل من أجل الحق، وطلع الحق عندهم مجرد طريق للسلطة والجباية والنفوذ لا أكثر ولا أقل.
شوفوا كيف خدعونا:
ذي قطعوا الطريق قالوا:
نمنع الظلم نحارب الجبايات!
وذي يبرر للظالم يقول:
الظروف… الحرب… الوضع!
وذي يمارس أسوأ الظلم وهو يصرخ:
هذا شرع الله وهذا أمر الدين.
وذي يشتي السلطة قال:ما نشتي سلطة! واليوم يركض لها ركض الجائع خلف اللقمة.
المشكلة مش فيهم، المشكلة إننا صدقنا.
صدقنا كل كذبة، وكل شعار، وكل خطاب، وكل دمعة تمثيل على الشاشة.
صدقنا ناس كانوا يجمعوا الملايين، ويقطعوا الطرقات، وينهبوا الفقراء، ويستغلوا كل حدث وكل مشكلة وكل صراع علشان يدقدقوا عواطف الشباب، ويطوعوهم، ويستغلوهم عند الحاجه .
يا ناس
ذي ظلموا المظلومين هم نفسهم اللي خرجوا يتباكوا على الظلم.
ذي قطعوا الأرزاق هم اللي يصرخوا: نحن مع الشعب.
ذي أغرقوا البلاد بالجبايات والنصب هم الذين يقولوا: نوقف الفساد.
شفتوا التناقض؟
شفتوا اللعبة؟
شفتوا كيف كل طرف يأخذ الحدث ويقلبه لصالحه… وكيف العاطفة هي البوابة اللي يدخلوا منها لعقول الناس
يا ناس.
إذا ما واعينا… إذا ما وقفنا وقفة رجل واحد وقال كل مواطن:
قد عرفناكم… قد كشفنا لعبتكم… قد فهمنا كيف تشتغلوا!
فالله يرحم هذا الوطن.
ما بترجع الدولة وما يرجع الأمن وما يرجع الخير إلا يوم الشعب يقول:
لن نصدقكم بعد اليوم ولن نخليكم تلعبوا بالدين ولا بالوطن ولا بالعاطفة ولا بجهل الناس.
هذا الكلام للتوعية.
لينفض الناس الغبار عن عقولهم،
ويفهموا إن الوطن مش ملعب للفصائل،ولا الدين حق كل من هب ودب،ولا العاطفة سلعة تكون بيد الطامعين.
مشكله الشعب اليمني يصدق ولازال يصدق.
لأن اليمنيين طيبين ولأن اليمني يحب الدين والوطن ويحترم القيم وهؤلاء خبثاء يعرفوا من أي باب يدخلوا!
ظلموا ناس مظلومين وغطوا على مجرمين!
ناس مظلومين صرخوا، قالوا: والله ما فعلنا شيء، بس من يسمعهم؟
من يسمع صوت الحق وسط هذا الضجيج الحزبي والمليشياوي؟
كلهم يغطوا على بعض.
هذا يبرر للثاني، والثاني يبرر للثالث، وآخر شيء يجيبوا بيان:
نحن نعمل من أجل الوطن.
والله لو الوطن يتكلم بيقول:
لو سمحتوا بطلوا تشتغلوا من أجلي، ريحوني!
وأنتم ياناس؟
تسمعوا الخطابات، وتتفاعلوا، وتكتبوا تعليقات، وتصفقوا
وهم يضحكوا عليكم في الكواليس!
هم خبراء في صيد “العواطف”، ويعرفوا أن الشعب اليمني شعب عاطفي، يحب الحق، يحب الدين، يحب الشرف
فهم يلعبوا على هذا الوتر، ويغنوا لكم نفس الأنشودة، وأنتم تطربوا لها كل مرة!
الوعي… الوعي يا شعب!
الوطن ما يضيع إلا لما ينام الشعب.
والوطن ما يسرق إلا لما يصدق الشعب كل خطيب وكل قائد وكل صاحب شعار.
لو الشعب وعى.
والله ما يقدر عليهم لا حزب، ولا مليشيا، ولا قائد، ولا أي واحد!
الوعي مش خروج بالسلاح
الوعي إنك تسأل قبل ما تصدق.
إنك تفهم قبل ما تهتف.
إنك تشوف الفعل مش الخطاب.
إنك تقول لأي واحد يلعب بالدين:
وقف، الدين مش حقك تتاجر به!
الوعي إنك تقول لهم:
كفى… انتهت اللعبة… افتحوا الطريق، ارفعوا أيديكم، كفاكم ابتزاز، كفاكم جبايات، كفاكم مسرحيات!