آخر تحديث :الخميس-27 نوفمبر 2025-08:25م

لصوص بشهادات. !!

الإثنين - 24 نوفمبر 2025 - الساعة 04:58 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زمن تتداخل فيه القيم وتتشوش فيه المعايير، لم يعد اللص من يسرق في الظلام أو يختبئ خلف الأقنعة، بل أصبح يرتدي بدلة أنيقة، ويحمل شهادة مرموقة، ويجلس على كرسي وثير .

تقول الحكاية:

تمت عملية سطو في احدى الدول.

صرخ اللص موجهاً كلامه الى موظفي البنك قائلاً: لاتتحركوا فالاموال ملك الدولة وحياتكم ملك لكم .

فاستلقى الجميع على الارض .

(هذا مايسمى بمفهوم تغيير فكري.)


وعندما انتهى اللصوص من السرقة وذهبوا بالاموال الى مكانهم الامن قال مساعد زعيم اللصوص الذي يحمل شهادة جامعية لزعيمهم وكان اكبرهم سناً وهو خريج الابتدائية قال : يازعيم دعنا نحصي كم من الاموال نهبنا.

فنهره الزعيم وقال: هل انت غبي؟! هذه كمية كبيرة من الاموال ستاخذ منا وقتاً طويلاً لعدها واضاف: الليلة سوف نعرف من نشرات الاخبار كم سرقنا من الاموال..

( وهذا يسمئ الخبرة فالخبرة هده الايام اكثر اهمية من المؤهلات الورقية.)

بعد ان غادر اللصوص البنك قال مدير البنك لنائبه اتصل بالشرطة بسرعة لكن النائب قال له: انتظر دعنا ناخذ عشرة ملايين دولار ونحتفظ بها لانفسنا ونظيفها الى السبعين مليون دولار التي قمنا باختلاسها، سابقاً .

(وهدا يسمى السباحة مع التيار وتحويل الوضع لصالحك. )


وفي اليوم التالي، ذكرت وكالات الاخبار ان مائة مليون دولار تم سرقتها من البنك..

فقام اللصوص، بعد النقود المرة تلو الاخرى ولم يجدوها الا عشرين مليون دولار فقط ، غضب اللصوص كثيراً وقالوا: نحن خاطرنا بحياتنا من اجل عشرين مليون دولار فقط ومدير البنك حصل على ثمانين مليون دولار دون ان تتسخ ملابسه ، يبدو انه كان اكثر لصوصية منا.

(وهذا مايسمى بالذكاء الشيطاني.)


كان مدير البنك يبتسم سعيداً لانه اصبح مليونيراً.

(وهدا مايسمى اقتناص الفرص.)


هذه الحكاية تظهر لنا كيف أن الفساد يمكن أن يصل إلى أعلى المستويات، وكيف أن اللصوص الحقيقيون هم غالبًا ذوي المناصب العليا.

كما أنها تظهر لنا أهمية المعرفة والخبرة في تحقيق النجاح، ولكن أيضًا تظهر لنا كيف يمكن استخدام هذه المعرفة والخبرة للفساد والخداع.


نقطة ارتباط استيقافنا ان اللصوص الحقيقيون هم غالباً ذوي المناصب العليا لكنهم لصوص بشهادات.