بنظرة بسيطة في حي مثل حينا في مدينة عدن في مديرية خورمكسر تجد أن الوجود الحضرمي كبير ومميز ، هناك أسر تجارية معروفة وأسر انتقلت لعدن منذ زمن طويل ، تجد فلل غاية في الروعة وعمائر متعددة الطوابق وبيوت عادية كلها ملك لأسر حضرمية ، واغلبها بني في الثمانينات والتسعينات ..
الوجود الحضرمي في عدن وجود أصيل فعدن وجهة لكل من أراد التجارة والعلم وحتى الاستقرار ، ولكن وجود الحضارم كان مميزاً ومختلفاً عن غيرهم وذلك بأسلوبهم التجاري الحصيف وصفاتهم الشخصية المتميزة ، كما كان لامتداد المدرسة الدينية الحضرمية ذات الطابع الصوفي والمذهب الشافعي تأثيرها القوي في مدينة عدن والمناطق الممتدة بينها وبين حضرموت ..
على مدى قرون من الزمن مضت كان الحضارم ينظرون لعدن كمركز مهم يسعون للتواجد فيه في شتى المجالات ويبذلون ويقدمون كل مايبقي أثراً طيباً في المدينة ، مساجد بنيت مع اوقافها ومدارس تاريخية خرجت الالاف وأربطة ومساكن خيرية ، فلو كان من منطقة ينبغي أن تقول ( عدن حقنا ) عبر التاريخ الماضي لعدن فهي حضرموت ..
إن انكفاء حضارم اليوم في إطار حدود الوحدة الادارية التي سميت الخامسة ثم تشكلت في شكل محافظة حضرموت الحالية سيسبب إشكالات كبيرة للوطن ولحضرموت نفسها ، فالبلاد تضج بمشاريع قوية عابرة لحدود المحافظات كمشروع الدولة الاتحادية ومشروع الانقلاب الحوثي السلالي ومشروع استعادة الجنوب ، ولن يغني عن حضرموت شيئاً حيادها او تبني مشروع محلي خاص بمحافظة وقائم فقط على فكرة وجود الثروات النفطية ..
من أبرز ما أضر مشروع الجنوب هو الإنكفاء على خطاب المظلومية دون تعاطي واقعي ثم الاغراق في بناء سردية تاريخية متأثرة بضغط اللحظة ، وهانحن نرى في حضرموت شيء من هذا دون الاتكاء على مشروع واضح وواقعي يمكن أن ينطلق الحضارم من خلاله للحصول على حقهم في الحياة الكريمة والمستقرة ..
.
.
علي سعيد الأحمدي
25 نوفمبر 2025م