آخر تحديث :السبت-20 ديسمبر 2025-01:17م

30 نوفمبر .... ذاكرة وطن تتجدد بعد 58 عاماً...

الأحد - 30 نوفمبر 2025 - الساعة 08:50 م
عدنان حجر

بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


يحتفي احرار اليمن اليوم بالذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال جنوب اليمن..، ويقف اليمنيون اليوم أمام واحدة من أهم المحطات المفصلية في تاريخهم الحديث؛ محطة رحيل آخر جندي بريطاني من عدن في 29 نوفمبر 1967م وإعلان قيام "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في 30 نوفمبر من العام نفسه...


ويستعيد الجنوبيون في هذه المناسبة إرث نضالٍ ممتدٍّ، بدأ بالكفاح المسلّح ضد الاستعمار وصولاً إلى بناء دولة مستقلة لعبت دوراً بارزاً في التحولات السياسية والإقليمية خلال العقود اللاحقة...


وبعد ثلاث سنوات من إعلان الاستقلال، وبالتحديد في 1 ديسمبر 1970م، تغيّر اسم الدولة الوليدة إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، لتبدأ مرحلة جديدة من التأسيس المؤسسي والسياسي، وصياغة مشروع دولةٍ حديثة حاولت أن ترسّخ حضورها في محيطها العربي والدولي....


وتكمن دوافع الاحتلال وإبعاد الجغرافيا أنه لم يكن الاهتمام البريطاني بجنوب اليمن وليد صدفة؛ فقد شكّلت المنطقة — وعلى رأسها عدن وباب المندب وسقطرى — نقطة ارتكاز استراتيجية تربط الشرق بالغرب عبر واحد من أهم المضايق البحرية في العالم..الموقع الجغرافي، والثروات الطبيعية، والقدرة على التحكم في خطوط الملاحة الدولية، جعلت من جنوب اليمن محطة مطمع للقوى الاستعمارية، فكان الاحتلال الذي بدأ عام 1839م، واستمر أكثر من 128 عاماً، قبل أن يُطوى في يوم تاريخي لا يزال محفوراً في ذاكرة اليمنيين...


وذاكرة النضال وتضحيات الرجال في أن يستعيد أبناء الجنوب في هذه المناسبة بطولات الرعيل الأول من مناضلي التحرير والكفاح المسلح، الذين قادوا ثورة أكتوبر المجيدة 1963م وما تلاها من عمليات مقاومة واسعة أجبرت الإمبراطورية البريطانية انذاك على الرحيل...


وتأتي دلالات اللحظة الراهنة في ذكرى 30 نوفمبر هذا العام 2025م في ظل تحديات سياسية واقتصادية وأمنية تواجهها البلاد، ما يجعل من استحضار قيم التحرر والسيادة مناسبة لاستعادة البوصلة الوطنية، وتأكيد حق تحرير ماتبقى من اليمن تحت الاحتلال الحوثي الفارسي والقضاء على هذا الوباء المذهبي الذخيل حفاظا على التاريخ والهوية اليمنية الأصيلة ...


ويترحم اليمنيون اليوم على أرواح شهداء الحرية والتحرير والثورة والاستقلال، ويحيّون المناضلين الذين ما زالوا على قيد الحياة تقديراً لتضحياتهم التي صنعت فجر الجنوب الجديد...