الصراع المتصاعد
أسباب الصراع المتصاعد: الخلاف بين ترامب والفنزويلي نيكولاس مادورو،
يمثل التوتر الحاد بين واشنطن وكاراكاس خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، فصلاً بارزاً في تاريخ العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. لم يكن هذا الخلاف مجرد نزاع سياسي عابر، بل صراع متعدد الأوجه تغذيه خلافات أيديولوجية، ومصالح اقتصادية استراتيجية، وادعاءات أمنية متبادلة.
*الصراع الأيديولوجي ومسألة "تغيير النظام"
السبب الجذري والأبرز للخلاف هو(((((( الرغبة المعلنة لإدارة ترامب في إزاحة نظام مادورو، الذي يُعد وريثاً لـ "الثورة البوليفارية" )))))التي أسسها هوغو شافيز، ويعتنق سياسات يسارية مناهضة للولايات المتحدة.
الشرعية والاعتراف: رفضت إدارة ترامب الاعتراف بشرعية إعادة انتخاب مادورو في 2018، واعتبرتها مزورة وغير ديمقراطية. وبدلاً من ذلك، سارعت إلى الاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا، مما أدى إلى تصعيد دبلوماسي غير مسبوق.
الديمقراطية وحقوق الإنسان: ركز الخطاب الأمريكي على اتهام نظام مادورو بالدكتاتورية، وانتهاك حقوق الإنسان، وقمع المعارضة، مما استدعى، بحسب واشنطن، "الضغط الأقصى" لاستعادة الديمقراطية.
مبدأ مونرو: تُنظر فنزويلا من منظور أمريكي على أنها تهديد في منطقة نفوذ طبيعية لها (وفقاً لمبدأ مونرو)، خاصة مع تعزيز مادورو لعلاقاته الاستراتيجية مع قوى منافسة للولايات المتحدة مثل روسيا والصين وإيران.
*المصالح الاقتصادية والعقوبات النفطية
تمتلك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، ويُعد السيطرة على هذا المورد أو التأثير عليه دافعاً اقتصادياً رئيسياً في خلفية الصراع، بالرغم من نفي واشنطن.
العقوبات المالية والنفطية: منذ عام 2017، فرضت إدارة ترامب سلسلة من العقوبات "القصوى" على فنزويلا، استهدفت بشكل خاص شركة النفط الوطنية الفنزويلية (PDVSA)، والأفراد والمسؤولين المرتبطين بالنظام. كان الهدف المعلن هو خنق تدفق الإيرادات على حكومة مادورو لإجباره على التنحي.
اتهام بسرقة الثروات: يتهم مادورو واشنطن صراحة بأن هدفها الحقيقي من وراء العقوبات والتهديدات هو
(((( "سرقة والاستيلاء على النفط الفنزويلي" )))بالقوة، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه الاحتياطيات لأسواق الطاقة العالمية.
*الادعاءات الأمنية والتهديد العسكري
شكل البعد الأمني نقطة توتر مستمرة، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات والتهديدات العسكرية الصريحة.
مكافحة المخدرات كذريعة: ركزت إدارة ترامب بشكل كبير على اتهام مادورو وكبار مسؤوليه بالتورط في تهريب المخدرات (تسميته بـ "كارتل دي لوس سوليس" الإرهابي)، واستخدمت هذا كذريعة للحشد العسكري في منطقة الكاريبي، وإرسال سفن حربية لمكافحة القوارب المشتبه بها.
رد مادورو: ينفي مادورو هذه الاتهامات بشدة، معتبراً حملة "الحرب على المخدرات" مجرد "رواية زائفة" و**"ذريعة"** تخفي نية الولايات المتحدة للتدخل العسكري المباشر أو غير المباشر وتغيير النظام.
التهديد بالتدخل العسكري: لم يستبعد ترامب علناً "الخيار العسكري" ضد فنزويلا، مما زاد من حدة التوتر ودفع مادورو لتعزيز دفاعاته والتلويح بـ "صراع مسلح" محتمل، ووصف التحركات الأمريكية بـ "الاستفزاز" و "التهديد الاستعماري".
يتشابك الخلاف........ بين ترامب والبيت الأبيض من جهة ومادورو وكاراكاس من جهة أخرى،
حول ثلاثة محاور أساسية: رفض الشرعية الأيديولوجي الذي يسعى لتغيير النظام، الصراع على الموارد النفطية المدعوم بالعقوبات الاقتصادية، والتصعيد الأمني المتمثل في اتهامات المخدرات والحشود العسكرية. وقد أدت هذه العوامل المتضافرة إلى دفع العلاقة بين البلدين إلى حافة المواجهة المباشرة في أكثر من مناسبة.
الثورة البوليفارية:
الثورة البوليفارية هي عملية سياسية واجتماعية واقتصادية جذرية بدأت في فنزويلا عام 1999 مع وصول هوغو شافيز إلى السلطة، وتستمر تحت قيادة خلفه نيكولاس مادورو.
الأيديولوجية: تستمد اسمها من المحرر سيمون بوليفار، وتتبنى أيديولوجية اشتراكية القرن الحادي والعشرين المناهضة للرأسمالية والامبريالية.
(الأهداف الرئيسية:الثورة البوليفارية: )
تمكين الفقراء وإعادة توزيع الثروة النفطية.
تأميم قطاعات رئيسية (خاصة النفط).
إقامة نظام ديمقراطية تشاركية (عبر المجالس المحلية).
النتائج والجدل: حققت في سنواتها الأولى إنجازات في محو الأمية والرعاية الصحية (بفضل ارتفاع أسعار النفط)، لكنها واجهت لاحقاً اتهامات بالاستبداد، الانهيار الاقتصادي الحاد، والأزمات الإنسانية الكبرى تحت وطأة العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة.
هانم داود