بعد أن تحطم حلم الوحدة واحد أهداف الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية على صخرة الوحدة الهشة رخوة المبادئ ضعيفة الأهداف معتمة الملامح غير واضحة المقاصد متعجلة الثمار أدركت القيادة السياسية أنذاك أن مثل هذه الوحدة لن تحقق طموح الشعب في الجنوب اليمني فسريعا ما وقفت وقفة تراجع وإن كانت على عجل مثلما إنعقدت صفقة الوحدة على عجل ثم إعلان الإنفصال وإعلان عودة الجمهورية .. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ذلك القرار الجرئ الذي اتخذه نائب الرئيس في جمهورية الوحدة علي سالم البيض ليعيد النصاب إلى موضعه أي إلى ماقبل مايو ١٩٩٠م الذي كان يوم إعلان قيام الجمهورية اليمنية ورفرف فيه علم الوحدة وانهمرت دموع الشعب والقيادات بتحقق الحلم الذي كان يبدو تحقيقه بعيد المنال .
لكن سريعا ما تلاشت طموحات الجنوبين في ظل تبييت النوايا السيئة المتضمنة اختصار الوحدة في ابتلاع أرض الجنوب وثرواته وتحويلها إلى ارصدة المتنفذين الشماليين الذين اختزلوا الوحدة واسعة الأهداف رحبة المبادى والطموحات في مصالح أسر وقبائل حتى جاء القرار الجرئ من قيادة الجنوب وعلى راسهم علي سالم البيض الذي غسل قرار إعلان الوحدة بقرار إعلان عودة قيام جمهورية اليمن الديمقراطي إلى واقع الوجود رغم كونه قرار كتعجل خاصة بعد أن ذوب جيش وقوات الجنوب في ظل الجيش الشمالي وتم شراء بعض القيادات العسكرية لتغير ولائها ممن باعوا ذممهم مقابل حفن من الثروة.
لكن ورغم كل عيوب قرار إعلان الإنفصال يبقى قرار جرئ سجله التاريخ للرئيس السابق علي سالم البيض.
اليوم هل يملك الرئيس عيدروس الزبيدي جرأة سالفه ويعلن قرار الإنفصال وقيام الجمهورية الديمقراطية دون تسويف ومماطلة قد تغرق البلاد في وحل الصراعات والإنقسامات فاليوم معظم شعب الجنوب قد ايقن أن استمرار الوحدة مع الشمال ضرب من ضروب العبث والإمتهان لحقوق الشعب الجنوبي فلاحاجة إلى اعتصامات وحشد الجماهير فقد توافرت المقومات لإعلان الجمهورية وفك الإرتباط طالما هناك جيش مستقل مسلح خالص الولاء لسيادة البلاد وقيادات جنوبية واعية وشعب قد جمع إرادته على تسير امور الدولة بعيدا عن ظل الوحدة وكثير من الظروف والمقومات الملائمة لإعلان فك الإرتباط خاصة بعد أن أصبحت أرض الشمال منتهكة من قبل مليشيا الحوثي كسلطة غير شرعية وقانونية وقد ارتسمت حدود ماقبل عام ١٩٩٩م في كثير من الأماكن التي كانت تفصل الدولتين وأصبح لكل دولة جيشها المستقل ناهيك عن حالة الحرب المستعرة بين قوى الجنوب والشمال في كثير من الجبهات ولا شك مباركة الأشقاء في الجوار الذين أصبحوا جزء من المعارك المستعرة منذ قرابة أحدى عشر عام .
فهل تمتلك القيادات الجنوبية الجرأة الكاملة لإعلان الإنفصال وفك الإرتباط وقيام الجمهورية المنشودة.
عصام مريسي