بعد أن بسط الجنوب سيطرته على كامل ترابه، وقف الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كالصخرة التي لا تهزها الرياح، بعقلية قائد محنّك ورؤية استراتيجية نادرة، يصنع المستقبل بخطوة محسوبة، ويقرأ الخرائط السياسية والعسكرية كما يقرأ كتاباً مفتوحاً.
"زمن المعارك الجانبية انتهى… لا مكان بعد اليوم للتشتت أو الفوضى. الهدف القادم صنعاء… سلماً لمن أراد السلام، وحرباً لمن اختار طريق الحرب."
كانت كلماته أكثر من خطاب سياسي، بل إعلان عن مرحلة جديدة في تاريخ اليمن، مرحلة تتطلب الحزم والذكاء والتخطيط. عيدروس الزبيدي يعرف الأرض، يعرف التحالفات، يعرف متى يهاجم ومتى يصمت، ويعرف كيف يمضي نحو الهدف بأقل تكلفة وأكبر أثر. إنه مشروع دولة، مشروع استقرار، مشروع قيادة تنتظره اليمن منذ سنوات طويلة، قائد لا يبحث عن الشهرة، بل عن استعادة معنى الدولة والاتجاه والهدف.
لم يقتصر أثر كلماته على الجنوب، بل امتد إلى الشمال، ليكون بارقة أمل بعد سنوات عجاف من القمع والصراعات والفوضى. رأى الناس في حضوره نهاية الكهنوت والظلام وبداية استعادة اليمن، حيث أصبح مشروع الجنوب هو مشروع اليمن الكامل، مشروع وحدة الإرادة، مشروع استعادة الكرامة والهوية.
اشتعلت منصات الجنوب بالأمل، وتدفقت التعليقات من كل المدن الجنوبية، فالناس رأوا في صوته النهاية الحقيقية للتشتت والفوضى، وبداية زمن القيادة الواحدة. أما الشارع العربي، فقد قرأ في خطابه نبرة المسؤولية واليقظة، قائد لا يغامر بدم شعبه، ولا يتراجع أمام أي مشروع يهدد استقرار المنطقة، قائد يعرف متى يتحرك ومتى يصمت، ومتى يكون القرار بداية مرحلة لا عودة فيها للوراء.
وسط زحام الأسماء والمصالح والتقلبات، برز اسم واحد فقط يجمع ما تفرق، قائد يملك شرعية الأرض وثقة الشعب وتجربة الحرب ولغة السلام، القائد الذي تحتاجه اليمن لاستعادة ليس فقط الجغرافيا، بل المعنى الحقيقي للدولة، معنى الاتجاه، معنى أن يكون لليمن هدف واضح بعد سنوات الضياع والانقسام.
إنها اللحظة التي يتحول فيها الجنوب من الدفاع إلى المبادرة، من حماية الأرض إلى صناعة المستقبل. صنعاء أمام خيارها: سلماً يفتح أبواب الغد، أو حرباً تغلق آخر أبواب الماضي. واليمن كلها تنتظر قرارها، في زمن القيادة الواحدة والإرادة الموحدة، زمن عيدروس الزبيدي، القائد الذي ينتظره الجميع ليعيد لليمن بوصلتها، ويكتب الفصل القادم لتاريخها بحكمة وجرأة وشجاعة لا تعرف التراجع.