آخر تحديث :السبت-13 ديسمبر 2025-07:09ص

وحدة الحضارم السدّ الذي تتحطّم عنده مشاريع الهيمنة

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 01:14 م
د. فائز سعيد المنصوري

بقلم: د. فائز سعيد المنصوري
- ارشيف الكاتب


ستبقى حضرموت عصيّة على أولئك الذين يحاولون تطويعها لخدمة أهدافهم الخاصة، فأبناؤها يدركون جيدًا مكانتها التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. غير أنّ المشكلة التي تعاني منها حضرموت اليوم تتمثّل في تباين القرار الحضرمي وغياب آلية واضحة لإدارة الخلافات داخل إطار حضرمي خالص، تمنع تدخّل غير الحضارم في شؤون المحافظة أو استغلال تباينات أبنائها لتمرير مشاريع خارج نطاقها الجغرافي. ولذلك ينبغي أن يدرك كل من يسعى لاستغلال حضرموت لمصلحة مشروع ما أنّ وحدة الحضارم كفيلة بإسقاط كل الأطماع، سواء كانت لأفراد أو لمكوّنات سياسية، فحضرموت ليست جائزة يتقاسمها المتصارعون على ثرواتها. وعليه، فإن على أبناء حضرموت العمل على الآتي:

١. الدعوة إلى حوار حضرمي خالص وشامل يجمع النخب الفاعلة من أبناء حضرموت دون إقصاء، مع الاستفادة من دعم فني وإجرائي فقط من الدول الإقليمية والدولية، بحيث لا يغرّد أبناء حضرموت خارج السرب. ويضم الحوار مختلف فئات المجتمع من المكوّنات الحضرمية — وإن كانت لها ارتباطات بأحزاب سياسية من خارج المحافظة — إلى جانب المشايخ والعلماء والشباب والنساء والمثقفين، وصولًا إلى مشروع حضرمي موحّد ينسجم مع طبيعة الحضارم، ويلتزم بثوابت الدين الحنيف، ويقطع دابر التبعية للمشاريع الخارجية.

٢. اختيار مجلس حضرمي يضم شخصيات متعدّدة تمثّل حضرموت تمثيلًا حقيقيًا، بعيدًا عن اختزالها في فرد أو جهة، تفاديًا لتكرار تجارب سابقة أدخلت المحافظة في صراعات كانت في غنى عنها.

٣. وضع معايير شفافة لاختيار أعضاء المجلس الحضرمي تقوم على الكفاءة والعدالة والنزاهة والقدرة على تمثيل المصلحة العامة، بعيدًا عن الولاءات الخارجية أو الفئوية.

٤. تشكيل لجنة رقابة مستقلة من مختصين نزيهين ذوي عدالة، تتولى إدارة ومتابعة ملف الموارد — وهو محور الصراع — بما يضمن عودة هذه الموارد بالنفع المباشر على أبناء حضرموت.

٥. إعداد خطط تنمية اقتصادية حقيقية تمكّن المواطن الحضرمي من الشعور بثمارها وأثرها، وتخفّف من البطالة والفقر. وتشمل هذه الخطط تطوير البنية التحتية من كهرباء ومياه وتعليم وصحة وقطاع النفط، مع إشراك القطاع الخاص والمغتربين في عملية النهوض بحضرموت.

٦. تعزيز دور قوات النخبة الحضرمية باعتبارها القوة الأمنية والعسكرية المعوَّل عليها في حماية حضرموت من أي نفوذ يستهدف نهب ثروات المحافظة، وهي القوة الضامنة لأمن حضرموت واستقرارها وحفظ مصالح أبنائها.


حفظ الله حضرموت وأهلها من كل سوء، وجمع كلمتهم على الحق.