آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-01:08م

شعب الجنوب... معاناة لا تنتهي وصمت انتقالي غير مبرر .

الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - الساعة 08:07 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في جنوب اليمن، حيث ترفرف شعارات التحرير والسيادة، يعيش المواطن واقعًا مغايرًا تمامًا لما يُرفع من لافتات.

فالفقر والجوع لم يعودا استثناءً، بل أصبحا القاعدة اليومية التي تحكم حياة الناس، في ظل سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لم ينجح حتى الآن في توفير الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.


حين يجوع الشعب، تسقط كل الشعارات، وتتحول الثورات إلى أوهام.

فالمسؤول الذي لا يشعر بوجع الفقراء، لا يستحق موقعه، ولا يمكنه أن يدّعي تمثيل الناس أو الدفاع عن مصالحهم.

والمجلس الانتقالي، الذي يسيطر على الجنوب اليوم ، لم يقدّم ما يوازي حجم التضحيات التي بذلها أبناء الجنوب، بل تركهم يطاردون لقمة العيش في مشهد يومي من الإذلال والخذلان.


الكرامة، كما يقول الناس، تبدأ من القدرة على شراء الخبز دون مدّ اليد أو الانكسار ، لكن الواقع في الجنوب اليوم يقول غير ذلك ، الأسعار تشتعل بلا مبرر، والرواتب لا تكفي لأيام معدودة وتاتي بعد شهور ، والبطالة تنهش الشباب، والخدمات الأساسية تنهار واحدة تلو الأخرى.

ومن يتسبب في هذا الوضع المزري، فهو إما فاسد أو شريك للفساد، ولا فرق.


لقد تحوّلت حياة المواطن الجنوبي إلى صراع يومي من أجل البقاء، في ظل غياب أي رؤية اقتصادية أو اجتماعية حقيقية من قبل المجلس الانتقالي. ومع كل يوم يمر، تتآكل الثقة، وتتعاظم الفجوة بين الحاكم والمحكوم.


الدولة التي تعجز عن حماية مواطنيها من الجوع، لا تستحق الطاعة. فالجوع لا يُبرر، والكرامة لا تُؤجل، والعدالة لا تُجزأ.

ولا يمكن الحديث عن إصلاح حقيقي في ظل احتكار السوق وارتفاع الأسعار، لأن "لا إصلاح بلا عدالة، ولا عدالة مع احتكار وارتفاع أسعار". وحين ترتفع الاسعار بلا مبرر، فاعلم أن الفساد يبتسم، وأن المواطن يدفع الثمن من كرامته وصحته ومستقبل أطفاله.


إن الجنوب اليوم لا يحتاج إلى شعارات جديدة، بل إلى ضمير حي، وإرادة سياسية تضع الإنسان أولًا، وتعيد الاعتبار لكرامته وحقه في الحياة.


*حمى الله الجنوب من كل مكروه.*