آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-03:40م

الدكتورة آمنة: بصيرة علمية ورؤية للمستقبل الإقليمي

الخميس - 18 ديسمبر 2025 - الساعة 11:41 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


في عالمٍ يموج بالصراعات والتحالفات الدولية، حيث تتشابك مصالح القوى الإقليمية الكبرى وتتقاطع مع النفوذ الأجنبي، تبرز شخصيات قليلة تمتلك القدرة على رؤية المشهد من زاوية فكرية شاملة. الدكتورة آمنة سلطان جيد الرسي هي إحدى هذه الشخصيات، التي استطاعت أن تُسلّط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد الحرب الباردة، وتقدّم رؤى تحليلية دقيقة تعكس عمق فهمها للأمن القومي والنظام الإقليمي.


من خلال إشرافها الأكاديمي على البحث الذي تناول تأثير التواجد العسكري الأجنبي والتحالفات الدولية على الأمن والاستقرار في المنطقة، لم تقتصر الدكتورة آمنة على التوجيه العلمي فقط، بل قدمت رؤية استراتيجية تربط بين الماضي والحاضر، وتستشرف المستقبل. لقد أظهرت في هذا البحث كيف أن الأبعاد الاجتماعية والثقافية والطائفية، إلى جانب مصالح القوى الخارجية، تعقد الصراعات وتدفعها نحو حروب داخلية. كما أكدت أن القوة العسكرية وحدها لم تعد كافية، وأن الدبلوماسية والحوار السياسي يمكن أن يكون لهما تأثير حاسم على استقرار المنطقة.


إن دور الدكتورة آمنة يظهر بوضوح في التركيز على الحلول الشاملة: بناء تحالفات دولية متينة، تقديم بدائل اقتصادية متوازنة، تنويع التعاون العسكري والأمني، وإيلاء الأبعاد الاجتماعية والثقافية الاهتمام اللازم. كل هذا يأتي ضمن رؤية متكاملة تحترم خصوصية المنطقة، وتدعو إلى وحدة الهدف بين الدول العربية، وخاصة في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها حجر الأساس لأمن واستقرار المنطقة.


ما يميز الدكتورة آمنة ليس فقط قدرتها على التحليل العلمي، بل كذلك قدرتها على تحويل هذه التحليلات إلى رؤى قابلة للتطبيق، ونصائح استراتيجية يمكن أن تشكل خارطة طريق للدول العربية والدولية على حد سواء. إنها مثال نادر على الأكاديمي الذي يمتلك رؤية سياسية وعملية في آن واحد، معتمدة على فهم تاريخي عميق للمنطقة والتحديات المعاصرة.


في زمن تكثر فيه الأصوات المتناقضة، تبقى بصيرة الدكتورة آمنة منارةً، توجّه الباحثين وصانعي القرار نحو فهم أعمق، وتلهم الأجيال القادمة للعمل من أجل منطقة أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا.