محمد عبدالله الموس
الاقامة او الكتابة من على السطوح ليست نقيصة، فمن غرف السطوح ولد عباقرة في مختلف جوانب حياة المجتمعات، والاستعارة هنا هي كناية عن الارتفاع الذي يصل احيانا حد الانفصال عن الواقع في (الأبراج العاجية).
الفرق بين كتاب السطوح وغيرهم هو ان كتاب السطوح يستهدفون التأثير على صانع القرار بدافع اعتقادهم بالقرب من مركز القرار، فيما غيرهم من كتاب ونشطاء وسائل التواصل يستهدفون بعضا من عامة الناس بقصد التاثير في الرأي العام، وعلى هذا القياس فأن كتاب السطوح يشكلون خطرا حقيقيا على الاستقرار بفعل التضليل الذي يصنعونه.
قرأنا خلال الاسابيع الماضية سيل من الكتابات التي تستهدف أبناء الجنوب العربي وقضيتهم بعضها من كتاب كنا نعتبرهم كبارا، لكنا رأيناهم يستخفون بمعاناة أبناء الجنوب من كارثة الوحدة ويهولون بالويل والثبور من استقلال القرار الجنوبي، بل وصل الأمر ببعضهم ان يستعدي أبناء الجنوب ضد بعضهم بحديث الجغرافيا الذي سبقهم كثر بالعزف عليه وفشلوا.
عندما دخل الجنوب في الوحدة دخل بجغرافيا موحدة، وكان السواد الاعظم من الجنوبيين فرحا بهذه الوحدة، ولكل اسبابه، لكن ضيم الوحدة الذي بلغ مداه في غزو ١٩٩٤م لم يميز بين جنوبي وآخر، ولكل واحد من السبعة ملايين جنوبي قصة معاناه من هذه الوحدة، حتى النساء والاطفال، فمعاناة رب الاسرة الذي اصبح (ربة بيت) ثانية، بفعل سياسة (خليك بالبيت) انعكست معاناته على باقي افراد اهل البيت، وقيس على ذلك، وعندما نقول ان الجيل الذي يتصدر المشهد اليوم هم مواليد واطفال ومراهقي السنوات الاولى للوحدة فنحن نعني ذلك تماما.
التراكم المعرفي الذي تختزنه الذاكرة السياسية في مراكز القرار لدول الجوار، ونخص منها دولتي الجوار الجغرافي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الشقيقتين، يعلمون هذه الحقائق وليسوا بحاجة لرؤى كتاب السطوح الذين يرون الامور من زوايا شخصية لا تخدم استقرار المنطقة التي تمثل فيها دولهم ثقلا كبيرا ويمثل فيها الجنوب العربي عمقا استراتيجيا، ولا يعتقدن احد ان إستدعاء استقطاب سنوات الحرب الباردة واضرارها سيجدي نفعا، فالزمن غير الزمن والجيل غير الجيل وانسلاخ الجنوب العربي عن محيطه العربي أمر مستحيل ان يتكرر.
الوجهة الحقيقية هي مع ثقافة الإقصاء وتهديد الامن القومي العربي التي تمارسها سلطة الحوثي في صنعاء واي معارك جانبية تحرف البوصلة عن ذلكم الهدف هي معارك خاسرة سلفا.
عدن
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥م