في ظل التحولات العاصفة التي يشهدها اليمن سياسيًا واجتماعيًا، تبرز تساؤلات ملحة حول قدرة الأحزاب التقليدية على مواكبة المتغيرات، وعلى رأسها *حزب التجمع اليمني للإصلاح* ، الذي ظل لعقود أحد أبرز الفاعلين في المشهد السياسي اليمني. فهل لا يزال الحزب قادرًا على التجديد؟ أم أن الزمن تجاوزه، وبات بحاجة إلى مراجعة شاملة لأدواته وخطابه؟
يرى البعض أن طرح مثل هذه التساؤلات في هذا التوقيت الحرج قد يُعد ضربًا من العبث أو التشويش، في ظل ما تمر به البلاد من أزمات متلاحقة.
لكن هذا الرأي، قد يكون *هروبًا إلى الأمام* ، وتأجيلًا لاستحقاقات لا تحتمل التأجيل.
فالحياة لا تنتظر المترددين، ومن لا يجدد أدواته يواجه خطر التآكل والانقراض.
أن التجديد لا يعني بالضرورة القطيعة مع الماضي أو إقصاء الأشخاص، بل يعني *تطوير الأدوات، وتحديث الخطاب، وتكييف البنية التنظيمية* بما يتماشى مع المتغيرات.
كما أن التجديد لا يُقاس فقط بتغيير الوجوه، بل بقدرة هذه الوجوه على التفاعل مع الواقع الجديد، واستيعاب التحولات العميقة في المجتمع.
يبدو ان حزب الإصلاح يعاني اليوم من *الرتابة والجمود* ، وكأن قياداته الحالية قد شاخت سياسيًا، ولم تعد قادرة على مواكبة الأحداث.
وهذا الجمود يضر *بالديناميكية السياسية المطلوبة* ، ويُضعف من قدرة القوى السياسية على تقديم بدائل حقيقية للمواطن اليمني الذي أنهكته الحرب والانقسام.
فالجمود هو العدو الأول للحياة السياسية.
إن تجديد حزب الإصلاح لم يعد خيارًا ترفيًّا، بل *ضرورة وجودية*. فإما أن ينهض الحزب ويعيد قراءة الواقع بعين نقدية ، أو أن يظل أسيرًا لماض تجاوزه الزمن ، ويترك الساحة لقوى جديدة أكثر قدرة على التجديد والتجدد واكثر مرونة وارتباطًا بالواقع.
إنها دعوة إلى *إصلاح الإصلاح* ، لا إلى تقويضه ، دعوة إلى أن يكون الحزب جزءًا من المستقبل، لا مجرد ظلٍ لماضٍ لم يعد صالحًا للاستمرار.
فالتجديد المستمر ظرورة بشرية هامة فمن لايتجدد يتبدد ومن لايتطور يتخلف ومن لايتقدم يتاخر ومن لايرتقي يجمد والجمود معيق للديمومة والديناميكية في الحياة.
فالحياة، "بالتجديد لا بالتغيير التام...
النهر يتجدد لكنه لا يغير مساره".