نعم الله تعالى على الإنسان كثيرة وعظيمة ولا يستطيع أي بشر إحصائها وعدها ومن تلك النعم التي انعم الله بها على البشر وامتن بها عليهم نعمة الأمن والأمان قال تعالى : (الذي اطعمهم من جوع وءامنهم من خوف )
فنعمة الأمن هي النعمة الحقيقية لحفظ مصالح العباد الدينية والدنيوية فإنعدام الأمن يعني إراقة الدماء واستباحة الأعراض وسلب الأموال وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة
وبدون الأمن تعم الفوضى وتكثر النزاعات وتنتشر الجرائم و لا يمكن لإنسان الذهاب إلى العمل وربما إلى المسجد لإداء فريضة الصلاة المكتوبة وتتعطل المصالح وتصاب مفاصل الدولة والبلد بالشلل التام
فالأمن هو أن يشعر الإنسان بقيمة
هذه النعمة العظيمة فيدعوه ذلك إلى شكرها والمحافظة عليها
ونقيص الأمن هو الخوف الذي لايذوق صاحبه طعم النعمة لا في مال ولا في صحة ولا في غيرها من ملذات الحياة
فما قيمة المال إن كان صاحبه يعيش في بيئة غير آمنة ولا مستقرة تموح بالفتن والجرائم والأحداث المضطربة
وما قيمة الصحة إن كان الخوف هو سيد الموقف والموت يحوم حواليك وتقتل لآتفه الأسباب دون ذنب ولا وز
صارت أكثر بلاد المسلمين اليوم منعدمة الأمن والأمان ويسعى البعض من أبنائها إلى نشر الفوضى وبث الخوف والرعب في اوساط بلدانهم وترى الإقتتال بينهم لايتوقف لينعدم الأمن والأمان في بلدانهم وكأنهم انسلخوا من الإسلام وتعاليمه السمحة
ترى اليوم من يفجر منشآت الدولة ومن يخرب مصالحها ليضرب اقتصادها ويقتل جنودها ويخطفهم دون اي وازع ديني او إسلامي وكأن الله اأحل له ذلك الفعل وأعطاه صك الغفران ليفعل هذا الجرم العظيم
تتبادر إلى الذهن إسئلة كثيرة حائرة لماذا كل هذه الحوادث والجرم والظلم الذي يحدث في بلاد الإسلام أهو بدافع الانتقام ام بدافع رد الظلم الواقع على بعض الناس ؟!؟!
فشريعتنا الإسلامية سمحة وتدعو إلى الأمن والأمان وحرمة الدماء والأعراض والأموال (إن دماءمكم وأموال وأعراضكم حرام عليكم كيومكم هذا عامكم هذا كبلدكم هذا ) فالحفاظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال الخاص والعام من الضروريات الخمس التي هي أساس مصالح العباد وهذا يكفي في تحريمها وتجريم من يتعدى حدودها
هي دعوه لكل حكام بلاد الإسلام عامة وبلادنا خاصة وإلى أشرافها وذوي الرأي فيها إلى جمع الكلمة ووحدة الصف حتى ترفرف راية الأمن على ربوع بلاد الإسلام وبلدنا الحبيبة فأعداء الإسلام يتربصون بكم وانعدام الأمن والأمان في بلدانكم حجة لهم ليتدخلوا في الشؤون الداخلية لبلدانكم بدعوى الحفاظ على مصالحهم والنيل من الإسلام والمسلمين
