آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-12:31ص

مسارات الحسم لإعادة الاستقرار

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 10:56 م
عبدالكريم صلاح

بقلم: عبدالكريم صلاح
- ارشيف الكاتب


منطق الدولة يقتضي دائما تغليب الحكمة والحزم. وفي حين أن حماية الوطن والوحدة اليمنية والحفاظ على المؤسسات واجب سيادي لا غبار عليه، يبقى الرهان الحقيقي في اتخاذ القرار الحاسم، والاعتماد على القيادة العسكرية القوية، وتوحيد التشكيلات العسكرية تحت مظلة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان لضمان تحقيق الأهداف وفي مقدمتها تحرير المناطق وإعادة الاستقرار والحفاظ على المؤسسات.


‏أول هذه المسارات بعد اتخاذ القرار بالتأكيد هو المسار العسكري، كونه مسارا اضطراريا لا غنى عنه حين تُهدد السيادة الوطنية والدولة والأمن القومي وحياة المواطنين، وحين تحاول جهات معينة تنفيذ مشاريع خارجية. وقد بدأ هذا المسار فعليا من خلال طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، التدخل لحماية المواطنين والمؤسسات ومنع الفوضى المفتوحة.


هذا المسار الرئيسي يقتضي عمل جميع التشكيلات العسكرية تحت مظلة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، فلا معنى لأي إجراء عسكري ما لم يكون القرار العسكري حصرا بيد وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، بحيث تستعاد وحدة القرار العسكري، ويُحصر استخدام القوة بيد مؤسسات الدولة وحدها. وهذا هو جوهر المعنى للدولة قانونيا وفلسفيا ، ويقتضي ذلك إلغاء جميع التشكيلات المسلحة الخارجة عن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، وقطع النفوذ العسكري الموازي الذي نشأ خارج الإطار الدستوري، وفرخ إنتاج المليشيا داخل المناطق المحررة.


ويمكن القول أن المؤسسة العسكرية الشرعية الوحيدة هي وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وهذا يضع الجميع أمام مسؤولية وطنية، وذلك بالعمل الجاد مع القيادة وخاصة أن على رأس هرم هيئة الأركان العامة قائد عسكري مخلص هو الفريق الركن الدكتور صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة وقائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية ؛ فاليوم ينبغي أن تعمل جميع الوحدات والمناطق والتشكيلات العسكرية تحت هذه المظلة وهذه القيادة العسكرية التي أثبتت الأحداث والأزمات مدى وطنيتها وإخلاصها وشجاعتها، حيث أعادت الاعتبار للمؤسسة العسكرية والمسؤولية والشرف العسكري، وللجمهورية.


‏ويأتي هذا المسار -القيادي-، وهو مسار لا يقل أهمية عن غيره، ويتمثل في تمكين ودعم القيادة العسكرية المتواجدة في الميدان، والمنخرطة في المعركة، الانخراط المباشر في مواجهة التحديات والقيام بالمهام المنوطة بها دون تردد أو تلكؤ، وفي مقدمة ذلك رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن الدكتور صغير بن عزيز . فالمدن والمحافظات لا تُستعاد بالبيانات، ولا بالقرارات المعزولة، بل بالمواجهة والحضور في الميدان، وإعادة ثقة المجتمع بجيشه، وبإثبات أن الدولة ليست قرارات تبث في محطات الإعلام، بل قيادة حاضرة في الميدان ومواجهة وحسم وعدالة.


أخيرا بعد إخراج الإمارات وإسقاط التمرد، لا خيار سوى تعزيز توحيد الجيش تحت مظلة واحدة وقيادة واحدة تحفظ السيادة الوطنية وتمنع التقسيم. ومن يرفض الانضمام تحت راية الوطن، فالإقالة هي المصير الحتمي، إذ لا مكان لأذناب الخارج في جسد الوطن.