ما نلاحظه من الجارية بأنه يحزن القلب ويدمع العين من الأمور التي وصلت إليه البلاد فيها تسير من سيء إلى أسوأ وذلك لاعتماد صانعي القرار على جهات النفوذ والوجاهات والمستشارين ولسوء الحظ ان القيادة تضع قراراتها على هذه الجهات وهذا أدى إلى خلق شرخ كبير بين القيادة وعامة الشعب فنجد أن هناك المحسوبية والمجاملة وذلك أدى إلى وجود الظلم والقهر والإقصاء للأكفاء والمؤهلين في المناصب القيادية وفي المقابل نجد أن هناك المجاملات لأخرين حيث يوجد ثلاثة أو أربعة أخوة في مناصب قيادية وكان الناس قد عدمت ولم يجدوا أحداً سواهم في تلك المناصب وهذا لا يخدم بناء الدولة اليمنية الحديثة ومخرجات الحوار الوطني .
فالقيادة عندما تساوي بين الناس بحسب والكفاءة والخبرة المؤهلة تمثل أحد العناصر الرئيسية في معادلة أنجاز الحضارات وبناء دولة العدل والمساواة وأحد المحددات الهامة في تحديد طبيعة التفاعلات داخل المجتمع فعلى صناع القرار أن يعلموا بأن التاريخ لا يرحم وعليه أخذ العبرة ممن سبق لأنك يا فخامة الرئيس أنت الوحيد الذي يتحمل المسؤولية أكانت أو سلباً أو إيجاباً ولا ينفع أخاً أو أباً أو مستشاراً أو وزيراً عندما تفشل الدولة ويثور الشعب بسبب تلك الممارسات فالقيادة السليمة والعادلة أما أن تسهم في توحيد تلك التفاعلات نحو بلوغ الأهداف الرئيسية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإن تؤذي في الجانب المقابل إلى كفها عن بلوغ تلك الأهداف السامية وقد التمسنا خلال العامين الماضيين ووجدنا أن القيادة تمارس عملاً غير صحيحاً في النشاط الاقتصادي والسياسي والعسكري من خلال التأثير المباشر على معيشة المواطن البسيط إن نجاح أو فشل أي مؤسسة إن كانت اقتصادية أو عسكرية يعتمد إلى حد معين بعيد على خصائص القيادة فيها حتى أن العديد من الباحثين يشيرون إلى الفارق الرئيسي بين المؤسسة الناجحة والغير الناجحة يعزي إلى الفروق في طبيعة فعلى الرغم من أن القادة هم قلة إلا أنهم يجددون قدرة الأغلبية على الفعل ويولدون طاقاتهم ويوجهونها الوجهة التي يرضاها الشعب ويسهمون في إيجاد المناخ الذي يفجر تلك الطاقات ويحولونها إلى فعل إيجابي من خلال أفكارهم الإبداعية الأصيلة التي تسعى للتجديد المتوارث والتحسين والابتكار المستحدث من النظم والإجراءات في جميع المجالات وفي أساليب التعامل مع الأخرين ومن ثم فإن الكشف عن تصورات هؤلاء القادة وتقويم ممارساتهم والإحاطة بمشكلاتهم يكتسب قيمة إضافية تحددها مساحة المجال الحيوي الذي ينشطون في محيطاً والذي يتمثل في المجتمع نفسه الذي يتشكل في معظمه في مجموعات من الاتباع الذين بهم تنجز الأعمال وتحقق الأهداف وتطور المؤسسات وتبني الحضارات وتحقق الرفاهية والأمن والامان لأفراد المجتمع .