آخر تحديث :الأحد-22 يونيو 2025-06:20ص
ملفات وتحقيقات

(من تاريخ رجالات اليمن)اللواء مثنى ثابت جواس ..القائد العسكري الذي قتل غدرا !

السبت - 26 مارس 2022 - 07:33 م بتوقيت عدن
(من تاريخ رجالات اليمن)اللواء مثنى ثابت  جواس ..القائد العسكري الذي قتل غدرا !
(عدن الغد)خاص.

إعداد / د. الخضر عبدالله :

ينحدر القائد العسكري المعروف مثنى ثابت  جواس  المولود عام 1948م

إلى مديرية حبيل جبر وتحديداً منطقة "حبيل السبحة" بردفان بمحافظة لحج من أسرة مشهورة تعود إلى قبيلة "جواس" وهي إحدى فخائذ قبيلة العيسائي الشهيرة المشهورة بتاريخها النضالي المشرف عبر كافة المراحل والمنعطفات في ردفان , وتعتبر معقل الشرارة الأولى التي انطلقت لتحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني عام 1964، ويعد القائد جواس  من القادة اليمنيين والجنوبيين المخلصين الذين سطروا ملاحم خالدة في مواجهة الإرهاب ضد الحوثي والجماعات الخارجة عن القانون .

جواس وانخراطه في الجيش

انخرط جواس في السلك العسكري في سن مبكرة نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعاني منها أسرته كغيره من شباب المنطقة الذين فضلوا الانخراط في السلك العسكري "

مناصبه العسكرية

ونظراً للكثير من خصال القائد العسكري التي يتمتع بها جواس والتي كانت بمثابة صك مرور له لتولي مناصب عسكرية مرموقة في السلك العسكري فقد تدرج بعدة مناصب قيادية والتي بدأ مشواره القيادي من خلال توليه منصب قائد فصيلة قم جرى ترقيته قائدا لإحدى كتائب اللواء "14" مدرع ثم جرى خلال فترة وجيزة تعيينه قائداً للواء باصهيب واستمر في مهامه حتى حرب صيف 94م"

تسريحه من مناصبه 

 عقب حرب صيف 94م سرح القائد العسكري ( جواس ) من مناصبه ضمن الكوادر والقيادات العسكرية الجنوبية الذين تم تسريحهم من مناصبهم القيادية , وبعد عدة سنوات وتحديداً عام 2004م أثناء اندلاع أولى الحروب في صعدة ولأنه يتمتع بصفات القائد العسكري الفذ والشجاع فقد جرى تعيينه قائداً للواء "15" مشاة وظل صامدا يؤدي مهامه العسكرية صامداً أمام كل محاولات القتل والاغتيال التي تعرض لها حتى العام 2011م حين انطلقت ثورة شباب التغيير كان العميد جواس من أول القادة والضباط الذين أعلنوا انضمامهم إلى ثورة التغيير التي أطاحت بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح ليتم بعدها مباشرة على إجباره على مغادرة اللواء بعد ان دفع صالح بضباط وأفراد اللواء لتنفيذ عملية تمرد على اللواء جواس داخل المعسكر حيث فضل العميد جواس العودة إلى منزله من ان تراق أي قطرة دم في المعسكر "

جواس وعودته إلى المشهد

بعد ذلك عاد القائد العسكري الجنوبي العميد ثابت مثنى جواس مجددا إلى واجهة الأحداث بعد اختفاءٍ عن المشهد وتوارٍ عن الأنظار دام عدة سنوات .

حيث قد توارى عن الأنظار منذ أن تم إقصاؤه من منصبه في قيادة اللواء "15" مشاة الذي كان متمركزا في مديرية عبس بمحافظة حجة، على خلفية تأييده للثورة الشبابية الشعبية في مارس من العام 2011م وبعد المواقف المشرفة والشجاعة التي أبداها في المعارك التي خاضتها قوات الجيش مع الحوثيين في محافظة صعدة .

وتأتي عودة العميد جواس مجدداً إلى واجهة الأحداث عقب القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي الأول والذي يحمل الرقم "5" لعام 2015 م والذي قضى بتعيين العميد ثابت جواس قائداً لقوات الأمن المركزي بمحافظة عدن خلفا للعميد عبدالحافظ السقاف الذي نصت الفقرة الثانية من القرار بتعيينه وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني .

قائد معركة الخلاص الأولى

ويتمتع اللواء ركن ثابت مثنى جواس بتاريخ حافل بالانتصارات تمتد لنحو عقدين من الزمن بدءا من الحروب الـ6 في صعدة (2004-2009)، وحتى حرب الانقلاب الحوثي التي تدخل عامها الـ8.

ففي حروب صعدة التي فجرها وقادها مؤسس وزعيم المليشيات حسين الحوثي، تعرض الجيش اليمني السابق إلى خسائر موجعة بصفوفه إثر تحصن المتمردين بالقرى السكنية، ما دفع القيادة اليمنية لتعين اللواء ثابت جواس لخوض "معركة الخلاص الأولى".

حيث إن القائد (جواس ) حاول إقناع زعيم المليشيات الحوثية الأول بالتخلي عن السلاح، لكنه أصر على تسعير الحرب، قبل أن يقود جواس عملية التفاف لمحاصرته في أحد جبال مران في معقله الأم، ويطيح به والكثير من العناصر الفارسية."

جواس والوصول إلى مخبأ زعيم الحوثة

وكان (جواس)  هو أول الواصلين إلى مخبأ زعيم الجماعة الحوثية، حسين الحوثي، المتخفي في مكان وعر بمنطقة ”مران“ في صعدة الجبلية، العام 2004م، وخاض مواجهة مباشرة معه بمسدسه الشخصي احتفظ به، لكنه نفى أن يكون قد أطلق النار على مؤسس الحوثية رغم تعرضه لإطلاق نار منه، كما قال في حوار صحفي مع صحيفة عربية في العام 2015.

وتفاخر القائد العسكري ”جواس“ بقتله الكثير ممن أسماهم بـ“قادة التمرد الحوثي“ خلال المعارك الطاحنة التي شهدتها صعدة، ووصف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأنها تحاول ”قيادة الشعب بأكمله نحو الضلال“.

جواس المطلوب الأول

و اصبح  القائد العسكري مثنى جواس المطلوب الأول للحوثيين منذ مقتل زعيم المليشيات الحوثية في سبتمبر 2004.إلى أن جواس تعرض لعديد عمليات الاغتيال كان آخرها تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف بوابة مطار عدن الدولي بالتزامن مع مرور موكبه في أكتوبر/تشرين أول الماضي."

أول قائد لقاعدة العند بعد الانقلاب

وتعرضت قاعدة العند العسكرية لسلسلة هجمات نفذتها مليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة، من بينها هجوم استهدف كبار قادة الجيش اليمني وبينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس هيئة الأركان، في يناير/كانون ثاني 2019، فيما نجا جواس من الهجوم.

وتقلد ثابت جواس عديد المناصب العسكرية في الجيش اليمني السابق، ويعد أول قائد عسكري لقاعدة العند العسكرية؛ كبرى القواعد عسكرية في البلاد، وذلك حيث عينه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في 2015 قائداً لمحور العند، وقائداً للواء 131 مشاة.

جواس أبرز القيادين العسكريين 

وكان ثابت جواس من أبرز القادة العسكرين الذين قادوا المعارك على الأرض ونكلوا بمليشيات الحوثي خصوصا في محافظة الضالع والتي لم يتمكن الانقلابيون من اختراقها رغم الحشود العسكرية الكبيرة التي وفروها لاختراقها.

وشكل جواس ورفاقه في الجنوب سدا منيعا لمليشيات الحوثي استطاع لاحقا بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، من تحرير كافة المحافظات الجنوبية من عدن إلى لحج بما فيها قاعدة العند العسكرية.

وكان جواس من أبرز قادة المجلس الانتقالي والجيش اليمني طوال السنوات الماضية"

هكذا رحل  جواس   

بعد 18 عاما على ملاحم بطولية سطرها اللواء الركن ثابت جواس في معقل الحوثيين في صعدة، ترجل في محافظة لحج إثر هجوم إرهابي.

وهز مقتل قائد قاعدة العند، أكبر القواعد العسكرية في البلاد، نفوس اليمنيين إثر الثقل الشعبي والعسكري واسع النطاق الذي يتمتع به اللواء ثابت جواس منذ قيادته العملية العسكرية .

وتشير الأنباء حول مقتل  القائد العسكري اللواء مثنى جواس إن سيارة مفخخة استهدفته سيارته في تاريخ 23 / مارس / 2022م ما أدى إلى مقتله على الفور مع عددا من مرافقيه، وذلك في مدخل مدينة الخضراء في محافظة لحج، والتي تقع على حدود عدن."