ان تفقد صديقاً عزيزاً على قلبك فذلك مدعاة للحزن والالم.. لكن ان تفقد صديقين عزيزين على قلبك دفعةً واحدةً فذلك مدعاة للالم المضاعف والحزن الثقيل.
بل وتشعر بانك فقدت ركيزتين اساسيتين في حياتك يصعب تعويضهما..
وهدا حالي المنكود حين تعمدني القدر بفقدان الاحبة .
فقدت اعز واحب ابنائي الي اثنينهما دفعة واحدة ، واليوم فقدت صديقين عزيزين على قلبي المجروح
ليكون الألم مضاعفاً والحزن اكبر..
لا اعتراض على قضاء الله قدره فتلك حكمته في خلقه.. لكننا بشر تدفعنا مشاعرنا الغريزية للتعبير عن الحزن والألم بصوت مسموع.
مشاعرنا الجياشة تجرحها صدمات الحياة ويؤلمها فقدان من نحب فنعبر عن تلك الاحاسيس بالتألم المحمود حين نفقد احبتنا واحداً تلو الاخر في زمن نحن بامس الحاجة لوجودهم معنا لنتقاسم معهم بهجة الحياة .
فغيابهم عن الحياة يفقدنا الكثير من معاني الوجود الانساني ونشعر بالوحدانية وضيق الدنيا رغم رحابتها واتساعها اللامتناهي.
لقد ذهب صديقاي العزيزين علي عاشور سالم ومحمد ناصر صفر الى ربهما الرؤوف الرحيم في رحلة الخلود الابدي وتركاني بعدهما للحسرة والالم.. والانتظار الرهيب.
كان الصديق العزيز علي عاشور سالم مؤذن مسجدنا صديقاً وفياً وعلى قدر كبير من الاخلاق الفاضلة ، وكان خدوماً معطاءً .
اخر ايام حياته كان شديد التعلق بالمسجد وكأن ذلك مؤشر على انه من زمرة من ( يظلهم الله بظله يوم القيامة)
مصداقاً لحديث الرسول ص ( سبعة يظلهم الله بظله يوم لأظل الا ظله) وذكر منهم ( ورجل معلق قلبه بالمساجد)
وكان رحيله مؤلماً لي بطريقة ثنائية مترادفة.. فهو الصديق الصدوق الموثوق.. وهو قيم مسجدنا الذي يصعب تعويضه..
وهكذا كانت فاجعتي برحيلة ربما مثل أهله وذويه ان لم تكن اكبر..
كلما تذكرت خدماته الجليلة للمسجد في غيابي فاضت عيناي بالدموع..
وبعده بايام قلائل ذهب صديقي الاخر محمد ناصر صفر الجعدني الى جوار ربه بعد معاناة شديدة مع المرض الذي لم يفلته.
ووجدت نفسي وحيداً في هذا العالم الذي لا يكترث لاحزان المحزونين.. وتسير الحياة فيه بما تبقى لها من احياء سيراً طبيعياً رغم انف المكلومين.
رحمة الله تغشاكما ايها الصديقين العزيزين وجمعنا الله بكما في مستقر رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه.
انا لله وانا اليه راجعون.