التمارين الرياضية تُعيد تشكيل الدماغ: اكتشاف علمي يؤكد تجدد الخلايا العصبية بالجهد البدني

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في مجال الأعصاب أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساهم في نمو خلايا دماغية جديدة، ما يُعد تطورًا لافتًا في فهم العلاقة بين النشاط البدني وصحة الدماغ.

الدراسة التي أجريت على مجموعة من المشاركين أظهرت أن التمارين، خاصة الهوائية كالمشي السريع والجري وركوب الدراجة، تؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد الخلايا العصبية الجديدة في منطقة "الحُصين" بالدماغ، وهي منطقة مرتبطة بالذاكرة والتعلم. وقد رُصد هذا التأثير من خلال تقنيات تصوير متقدمة وتحاليل بيولوجية دقيقة.

وأشار الباحثون إلى أن النشاط البدني يُحفّز إفراز بروتين يُعرف باسم BDNF (عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ)، وهو المسؤول عن تعزيز نمو الخلايا العصبية وبقائها. هذه النتائج قد تمهّد الطريق لأساليب وقائية جديدة لعلاج أمراض مثل الزهايمر والاكتئاب واضطرابات فقدان الذاكرة المرتبطة بالتقدم في السن.

وأكد البروفيسور مارك بيترسون، أحد المشرفين على الدراسة، أن "ممارسة الرياضة يجب أن تُعتبر جزءًا أساسيًا من وصفات العناية بالدماغ، تمامًا كالتغذية والنوم الصحي"، مضيفًا أن "ما نقوم به بأجسادنا ينعكس مباشرة على أدمغتنا".

يُشار إلى أن هذه النتائج تأتي ضمن سلسلة من الأبحاث التي تسعى لفهم تأثير نمط الحياة على الصحة النفسية والمعرفية، في وقت تتزايد فيه الضغوط اليومية والأنماط الخاملة للحياة المعاصرة.